قرأت ما سطرته أنامل الكاتبة القديرة (لبنى الخميس) في زاويتها -ربيع الكلمة- بعنوان: (قلوب الناس ليست جنة فلا تناضل للبقاء فيها) بالعدد رقم 13892 بتاريخ الاثنين 3-11-1431هـ بصفحة الرأي ولا شك أن المقال بعنوانه جدير بالقراءة بإمعان لوصفها بعض الناس بأوصاف مطابقة لمايقع منهم من تصرفات مشينة ونقتطف مما كتبته ما لامس الواقع ممن ملأ قلبه الغل والحقد والحسد حيث تقول: (ولا شك أننا نعيش ومن حولنا الكثير من الحمقى والحساد وأعداء الحب والحلم والنجاح الذين يقتاتون ويتباشرون على مصائب وزلات البشر ويفرحهم فشل الآخر ودمعاته التي ترسم ابتسامة على وجوههم، ولا تستقيم حياتهم إلا بعثرات الآخرين، ينتقدون ليل نهار أقرانهم على كل صغيرة وكبيرة ومن النادر أن ترى ابتسامة صادقة على محياهم أو تسمع إطراء رقيق أو شكر على مجهود معين لا ترى منهم إلا تتبع العثرات وهذه صفة الحاسد والغاضب والمحطم منهم. هم في عدم استقرار نفسي أقل ما يقال إن الحياة معهم صعبة ثم تقول إن لهم علامات واضحة تعرفهم بها أهمها أنهم محطمون وعدائيون من الدرجة الأولى وينتقدون كل شيء من حولهم كما تقول كل ما عليك فعله هو تجاهلهم). انتهى كلامها. وكان بودي أن طرحت علاجاً أقوى تأثيراً لردعهم عما وقعوا به من ظلم وتجاوز وهو أن يوكل أمرهم إلى أطباء نفسيين يتابعونهم بالعلاج الفعال والمركز حتى يخفف من حقدهم وشرهم مع قارئ ملتزم ليريح أقاربهم وجيرانه مع عدم الشماتة بهم حتى لا تنتقل العدوى. ولا شك أن الحقد والحسد داء عظيم ومسلك ذميم ابتلي به من في قلبه مرض والحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقد قال الشاعر:

كل العداوات قد ترجى مودتها

إلا عداوة من عاداك بالحسد

ولقد صور الشاعر القدير سعد الخريجي من ابتلي بداء الحسد بقصيدة رائية طويلة نشرت بجريدة الجزيرة في 19-8-1393هـ قبل ثلاثين عاماً.. كما هي عادتها بنشر ما يفيد القارئ نقتطف منها هذه الأبيات:

أرى الحسود بنار الحقد يستعر

هو الذليل لقد أودت به الغير

غضب اللسان متى بانت ضغينته

في قلبه مرض في عينه شرر

هون عليك لماذا الناس تحسدهم

تكاد من شمع الأقران تنتحر

إن الكراهية الحمقاء قاتلة

سم زعاف وفي الأبدان ينتشر

مأواك نار وتعذيب ومهزلة

عند الإله كما ينتابك الضرر

إرفق بحالك لا تسعى بظلمهم

فمن يهم بظلم الأقرب يحتقر

إن الحسود حرياً أن يحاط به

ند خبيث يريد الشر ينفجر

ويكفهر بوجه عابس حزنا

بوجهه ضحكات شابها كدر

نرثي لحالك يا من طبعه حسداً

طبع اللئام وعنك الحب ينحسر

كذب وفجر وتعليم لبيتكم

حقداً على الأقرب صغيراً وإن كبروا

ولنذكر الحاسد بما قال أبوالليث السمرقندي قال:

يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده للمحسود أولها غم لا ينقطع، ثانيها مصيبة لا تؤجر عليها، ثالثها خدمة لا يحمد عليها، رابعها سخط الرب سبحانه، خامسها يغلق عليه باب التوفيق. وقال إبليس لنوح عليه السلام - إياك والحسد فإنه صيرني إلى هذا الحال-. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سليمان أحمد الراشد - محافظة الزلفي