إشارة إلى ما نشرته الجزيرة الموقرة بتاريخ 22-10-1431ه بقلم الأخ سعود الرومي عن المساجد، أشار فيه إلى توقيت الصلاة بعد الأذان في بعض المساجد، ودعوته إلى اختصار الوقت فيما بين الأذان والإقامة إلى خمس دقائق، أرى أنه لزاماً علي أن أوجه كلمتي هذه إلى الإخوة الكرام أئمة ومؤذني بعض المساجد الذين يتأخرون في إقامة صلاة الفجر بحجة أن وقت الفجر لم يحن بعد. وحقيقة، فإن صلاة الفجر تقام وفقاً لما تضمنته روزنامة أم القرى التي هي مواكبة ومتوافقة مع الأوقات الصحيحة لكل الصلوات الخمس، خاصة صلاة الفجر، وقد أكد المفتي السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله رحمة واسعة - أن صلاة الفجر حسب تقويم أم القرى تُقام في وقتها الحقيقي، وليست كما يقول البعض ممن يريدون أن يشككوا المصلين في وقت صلاة الفجر، ولم يقل سماحته بذلك إلا بعد أن شكّل لجنة من رجال على درجة عالية من الثقة، تتبعوا الوقت الصحيح لصلاة الفجر، مؤكدين أن وقت إقامتها وفقاً لما في روزنامة أم القرى صحيح لا لبس فيه، وقد أصدر سماحته بياناً بذلك عام 1418ه، ومن ثم أكد ذلك سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - وفقه الله - في خطبته يوم الجمعة 24-8-1425ه؛ ولهذا أقول لبعض الأئمة والمؤذنين الذين يتأخرون في إقامة صلاة الفجر لدرجة أن من كان منهم في الركعة الثانية يتوافقون مع الركعة الأولى في الحرم المكي الشريف، وقد لاحظت ذلك مرات عدة، مع العلم أن الفارق الزمني بين إقامة الصلوات في الرياض والحرم لا يقل عن 25 دقيقة، وهذا التوافق - أعني بالركعتين - غير منطقي ولا معقول، بل أعتبر أن تأخر إقامة صلاة الفجر في بعض مساجد الرياض إلى هذا الحد هو من التنطع في الدين، والتنطع مذموم؛ ففي الحديث «هلك المتنطعون» رددها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ثلاثاً. ولا تستغربوا لو قلت لكم أنني في فجر يوم الجمعة 13 من ذي الحجة 1431ه سمعت أحد مساجد الربوة شرق ملاهي الحكير يقرأ في الركعة الثانية بعد أن قضيت الصلاة بالحرم المكي، وهذا غاية التنطع، وقلت في نفسي لعل هناك سبباً طرأ كتأخر الإمام ما يزيد على 15 دقيقة، ولا يوجد من يؤم المصلين، ولكن الأمر تكرر أيام 14 و15 و16 و17؛ فجزمت أن الأمر مستمر؛ لذا أرى أنه لزاماً على أئمة ومؤذني تلك المساجد الالتزام بأوقات صلاة الفجر كغيرها، كما أن من واجب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تعقب هؤلاء المتنطعين وتوجيههم، ومن لم يستجب يُستبدل بمن هو خير منه، وليعلم هؤلاء أن الدين تشريع وليس بالرأي ولا بالابتداع والدين يسر والحمد لله، وبهذه المناسبة أقول لبعض الأئمة: أبعدوا أفواهكم عن اللاقطة (المايكروفون) لئلا تلتقط ألسنتكم، وحتى لا تؤذوا المصلين بصوتكم العالي، أقول العالي، وارفعوا أصواتكم في السجود والقيام منه؛ فالكثير من المأمومين لا يسمعون تكبيراتكم؛ لأنكم لا تستطيعون القرب من اللاقطة كما في القيام، فوازنوا بين اللاقطتين.
صالح العبدالرحمن التويجري – الرياض