|
إعداد: أحمد العجلان
(خارج الميدان) زاوية نستضيف من خلالها كل أسبوع نجمًا ليتحدث عن أمور ليست لها علاقة بالرياضة وركل الكرة.. ضيفنا اليوم عضو الشرف بنادي
الاتحاد والأستاذ بجامعة المؤسس الدكتور عبدالاله ساعاتي:
نسألك في البداية.. تعرف نفسك؟
- عبد فقير إلى الله.. عبدالإله سيف الدين ساعاتي، إنسان مسلم عربي سعودي تشرَّب حب هذا الكيان الكبير وأهله.
حكمتك في الحياة؟
- رأس الحكمة مخافة الله
حالتك الاجتماعية؟
- متزوج ولدي ثلاثة أبناء (هتان، ريان، محمد) وبنت (أهداب).
ماذا عن برنامجك اليومي؟
- استيقظ صباحًا لأداء صلاة الفجر، ثم أعود للنوم لاستيقظ مرة أخرى، ثم أذهب إلى العمل، أعود بعدها إلى المنزل، ثم تناول طعام الغذاء وارتاح قليلاً حتى أداء صلاة العصر، ثم أخلد قليلاً إلى الراحة وعقب صلاة المغرب أقضي وقتًا مع أفراد الأسرة، ثم أؤدي بعض التمارين الرياضية، أعود بعدها إلى المنزل، حيث أبقى في مكتبي ومع حاسبي ومكتبتي.. هذا ما لم تكن عندي مناسبة من المناسبات الاجتماعية أو الزوار.
ماذا عن محطاتك التعليمية والهرولة في مضمار العلم والمعرفة؟
- درست من الابتدائية إلى الثانوية في مدارس الفلاح العريقة بمدينة جدة، ثم حصلت على البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز، ابتعثت بعدها إلى الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا، ثم الدكتوراه من جامعة ألاباما.
الصحف التي تقرؤها؟
- أعتز بجميع صحفنا.. ولكنني مشترك في صحيفتي (الجزيرة وعكاظ)، حيث تردان إلى بيتي يوميًا.
هل تحتفظ بأصدقاء الطفولة؟
- أعتز بهم كثيرًا، وإن باعدت مشاغل الحياة بيننا، ولكن هناك من لا زلت على تواصل معهم، وبعضهم دكاترة زملاء لي في الجامعة.
في العاصمة الرياض من هم أقرب الناس لك؟
- كثيرون أعتز كثيرًا بمعرفتهم وصداقتهم.
شخصية اجتماعية وثقافية تفضلها؟
- أخي الرائد الكبير الدكتور أمين ساعاتي، فهو كبير في كفاحه في التعليم حتى وصل ذروته وهو كبير في الصحافة حتى تولى مركزًا قياديًا فيها، وهو كبير في عمله حتى بلغ منصبًا مرموقًا في جامعة الدول العربية، وهو كبير في التأريخ الرياضي حتى أصبح مرجعًا وقاضيًا للتاريخ الرياضي، كما لقبه خالد الدوس، حيث ألّف موسوعة ضخمة عن التاريخ الرياضي السعودي، وهو كاتب صحفي مميز تتناقل مواقع الإنترنت مقاله الأسبوعي، وهو مثقف كبير في مختلف المجالات.
ما رأيك في المصطلحات الثقافية الوافدة التي غزت أفكار وعقول الكثير من شباب مجتمعنا، مثل: طيحني وبابا سامحني وسكيني وآثارها على القيم والمعايير الاجتماعية؟
- هذه مصطلحات لا تروق لي إطلاقًا.. مع تقديري لمتغيرات الحياة التي تحيط بشبابنا وصعوبة بعض التحولات وتأثيراتها السلبية.
وأعتقد أن هناك دورًا كبيرًا منتظرًا لمؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني للحد من تأثيراتها.
متى بكى الدكتور عبدالإله ساعاتي؟
- بكيت كثيرًا عند وفاة والدتي، تغمدها الله سبحانه وتعالى بواسع رحمته وغفرانه إنه سميع مجيب.
ماذا عن الأسهم وتيارها الذي أكل الأخضر؟
- هي موجةٌ قاسيةٌ مؤلمةٌ على الجميع، عانيت منها بقدر محدود، وهل هناك من لم يعانِ منها. ولكنها بالنسبة لي أصبحت من الماضي الذي لم أعد أرغب في العودة إليه.
ما هي قناتك المفضلة وبرنامجك المفضل؟
- ليست لي قناة محددة، أما برنامجي المفضل فهو (الدكاترة) The Doctors الذي تبثه قناة MBC4 وأود هنا أن أشيد بقناتي القرآن الكريم والسنَّة النبوية.. فكثيرًا ما أشاهد قناة القرآن الكريم وجميل جدًا أن استمع من خلالها إلى تلاوات لقراء افتقدناهم لزمن طويل مثل: عبدالباسط عبدالصمد وغيره.
وتعجبني تلاوة الشيخ المعيقل والشيخ نبيل الرفاعي. وأوجه بهذه المناسبة الشكر لوزير الإعلام المحبوب الدكتور عبد العزيز خوجة.
ما سلبيات الدكتور عبد الإله وإيجابيته؟
- لا يخلو الإنسان من سلبيات، وقد تكون من سلبياتي (العجلة) أو التعجل في بعض الأمور. أما إيجابياتي فأتركها للآخرين.
ما ملاحظاتك على جيل اليوم؟
- جيل توفرت له فرص عظيمة للتعلم والانفتاح على حضارات العالم بأسهل الطرق عبر تقنيات الإنترنت العظيمة. ولكن المؤسف أن البعض يهدر وقته بالساعات في استغلال غير مفيد لهذه التقنية الكبيرة.
المجتمع السعودي مجتمع فتي تشكل ما نسبة 60%من تركيبته السكانية من فئة الشباب، برأيك كيف يتم تحصين أفكار وعقول هؤلاء الشباب من الثقافة الغازية وآثارها السلبية؟
- لا أريد أن نظلم الشباب فهم يعيشون عصرًا مختلفًا، يعيشون عصر العولمة والقرية الكونية، وأصبح العالم اليوم كتابًا مفتوحًا وأصبح الإنترنت نافذة مفتوحة على العالم وهناك الفضائيات المفتوحة بكافة تنوعاتها وتبايناتها وتأثيراتها، وهناك ضغوط كبيرة على الشباب، وأميل إلى التعامل التربوي الحكيم مع شبابنا وفتح أبواب الحوار الهادف البناء معهم وتقبل آرائهم المختلفة عن آرائنا ومناقشتهم بالمنطق والموضوعية وبروح العصر. لقد أحسن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين عندما أشرع أبواب الحوار وأنشأ المركز الوطني للحوار وأقام فعاليات الحوار الوطني.
لقد شاركت في الحوار الوطني الثالث الذي أقيم بالمدينة المنورة وشاهدت تيارات متباينة وأدركت أهمية هذا الحوار في تقريب وجهات النظر واطلاع كل طرف على رؤية الأطراف الأخرى.
هل تتعامل مع الفيس بوك والتوتير؟
- عملي الحالي كعميد لكلية الأعمال بجامعة الملك عبد العزيز وانشغالي بتأليف كتاب وكتابة بحث علمي وكتابة المقالات الصحفية، لا تتيح لي التعامل مع هذه التقنيات بالقدر الذي أرغب فيه، مع إدراكي لأهميتها.
المجمعات العالمية تتطور وتتغير بسرعة رهيبة في خضم العولمة، فهل أنت راضٍ عن خطوط واتجاهات هذا التغيير في مجتمعنا السعودي الذي هو جزءٌ من هذا العالم ومكوناته؟
- هناك مجالات نواكب فيها التطور العالمي، الذي يسير برتم سريع وذلك لأنَّ العالم أصبح قرية وأصبحنا مطلعين على ما يجري في العالم في مختلف المجالات. قد تستطيع أن تعلم عن خبر في أقصى الدنيا لحظة وقوعه. وقد يعلم من هو في أقصى الكرة الأرضية بخبر عن بلدك قبل أن تعلم به أنت. ولكن تخلفنا عن الركب العالمي قد تكون في القطاع الصناعي الذي يُعدُّ ركيزة أساسية للتطور.
كخبير إداري وصاحب تجربة ثرية في القطاع الصحي، كيف تنتمي الثقافة الصحية في مجتمعنا المحلي؟
- الثقافة الصحية والوعي الصحي المجتمعي عنوان مهم وأساسي في قضية الصحة العامة، وهذا هو المنظور الذي تؤكد عليه المنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، وهو الأمر السائد في الدول المتقدمة، أما في الدول النامية فإن التركيز الكاسح هو على ما تسميه بعض الأدبيات الصحية بالترميم أي العلاج، والجانب الوقائي محدود، ولا زلت أتمنى أن تخصص وزارة الصحة 1% فقط من ميزانيتها على التوعية الصحية. فهذا القدر المحدود من الممكن أن يسهم في أحداث تحولات نوعية في المستوى الصحي بالمجتمع. والإنفاق على التوعية الصحية يجنب الكثيرين الوقوع في براثن المرض. وهذا يوفر الكثير على ميزانية الصحة. فلذلك أقول: انفقوا القليل على التوعية الصحية وستجنون في مقابله الكثير.
إننا بحاجة ماسة إلى إستراتيجية وطنية متكاملة للتوعية والتثقيف الصحي مبنية على أسس علمية مدروسة.
كخبير أكاديمي، هل الصحافة الإلكترونية قادرة على سحب البساط من تحت أقدام الصحافة الورقية المخضرمة؟ أم أنها قادرة على الصمود كصمود أبو الهول؟
- لقد سحبت البساط إلى حد كبير، فأبنائي لا يقرؤون الصحافة الورقية، بل هم يقرؤون الصحف من خلال الIPAD والبلاك بيري وشاشات الإنترنت، وأصبح عدد قراء بعض صحف الإنترنت أكبر من عدد قراء الصحف الورقية، وأن عدد قراء صحيفة (الواشنطن بوست) على الإنترنت أكثر بكثير من عدد قرائها كصحيفة ورقية، ولم أكن أتصور أن صحيفة مثل (لوس انجيلوس تايم) العريقة واسعة الانتشار أن تقفل أبوابها وتتحول إلى صحيفة إلكترونية وكذلك الحال بالنسبة لصحيفة (الوول ستريت جورنال) وغيرها. وما يحدث هناك سيحدث هنا، المسألة مسألة وقت فقط.
إن الإعلانات هي وقود الصحافة الورقية، والآن أخذ المعلنون يتجهون إلى الإعلانات الإلكترونية على حساب إعلاناتهم في الصحف الورقية وفي المستقبل سيزداد هذا التوجه ومن ثم سوف تكون الصحافة الورقية في مأزق حقيقي.
وأود هنا يا زميلي العزيز أحمد العجلان أن أوضح حقيقة ربما لم يدركها البعض، وهي أننا أمام ثورة إلكترونية عالمية شاملة كاسحة. فالأمر لا يقتصر على الصحف، بل هو شامل لمختلف جوانب الحياة، إنها فكر جديد وثقافة جديدة تطال كافة جوانب الحياة، مثال ذلك الحكومة الإلكترونية، فهناك أمورٌ كثيرةٌ أصبح بإمكانك إنجازها إلكترونيٌا، وبالتالي فإن الصحافة هي جزء في خضم أمر كبير عالمي شامل، يرافقه تطورٌ مذهلٌ سريعٌ في التقنيات والأجهزة الإلكترونية انظر إلى الوضع الذي كان قبل عشر سنوات مضت لتحكم بنفسك. قبل 15 عامًا مضت لم يكن هناك إنترنت!!
وباختصار يمكنني القول: إن الصحافة الورقية ستنتهي خلال العقد القادم.
النشاط الثقافي ضاعت هويته بين وزارة الإعلام وبين رعاية الشباب، بمعنى أن الأندية تحمل شعار نادٍ (رياضي.. ثقافي.. اجتماعي)، وبالمقابل يشكل النشاط الثقافي الجناح الثاني لوزارة الإعلام ما تعليقكم؟
- تاريخيًا عندما انتقل الإشراف على الرياضة من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف وضع شعار (نادٍ رياضي.. ثقافي.. اجتماعي).. باعتبارها وزارة تعليمية ثقافية. وعندما انتقل الإشراف على الرياضة بعد ذلك إلى وزارة العمل ومن ثم الرئاسة العامة لرعاية الشباب تقلص الاهتمام بهذا الجانب.
وهناك فارقٌ بين الشعار والواقع. فالحقيقة هي أن النشاط الثقافي ليس له وجود في أنديتنا الرياضية. والحقيقة هي أنه لا يمكن أن يكون النادي رياضيًا وثقافيًا في نفس الوقت. والنشاط الثقافي له أنديته التي تهتم به وتعنى به بحكم التخصص. وعلينا أن نكون واقعيين ولا نحمل الأندية ما لا تحتمله عملاً وتخصصًا وتفرغًا. غيّروا الشعار فالأندية الرياضية لا يمكن لها أن تكون ثقافية إلا إذا أردتم إبقاءه كشعار فقط!!
أجمل هدية تلقيتها؟
- محفظة DG من ابنتي (أهداب) حفظها الله.
هل مللت الحوار؟
- لا أمِل من عزيزتي الجزيرة.
كلمة أخيرة؟
- أرجو ألا أكون قد أصبت قارئ الجزيرة العزيز بالملل.