|
واقع ومستقبل السياحة الداخلية سؤال دائم ومتجدد.. يتجدد مع كل فرصة إجازة تلوح في الأفق. وإذا كان الصيف وحرارته يدفع البعض لطرح المفاضلة بين السياحة الداخلية والخارجية.. فإن الإجازات القصيرة نسبيًا تدفعنا للتساؤل بجدية حول تفضيل البعض قضاء مثل إجازة عيد الأضحى في الخارج في ظل العروض المغرية التي تطرحها شركات السفر والسياحة. وعلى الرغم من قصر المدة الزمنية نسبيًا لإجازة عيد الأضحى الماضي وتحسن الأحوال المناخية في الداخل إلا أن الكثيرين فضلوا قضائها خارج ربوع الوطن..حول هذه القضية كان الاستطلاع الذي طرحته «الجزيرة» عبر موقعها الإلكتروني والذي شارك عبره العديد من القراء وفيما يلي تعليقهم حول القضية».
الأسعار نار
بداية علق قارئ رمز لاسمه ب»بو حمد» الرياض قائلاً: المشكلة تكمن بشكل رئيس في غلاء الأسعار واستغلال الفنادق والشقق المفروشة للسائحين وأضاف تخيل ليلة واحدة في فندق (بالأحساء) بقيمة 900 ريال؟! هل هذا يعقل أو ليس من الأفضل أن أذهب إلى الكويت ليلة في شقة مفروشة ب 600 فأيهما أفضل؟ ويضيف القارئ «أبوعبدالعزيز القروي»: هناك عدة عوامل تجعل الناس يبحثون عن السياحة بالخارج منها أن الأسعار متروكة للمستثمر يحدد كيف يشاء بغض النظر عن مستوى الخدمات المقدمة وأيضا التكلفة الباهظة التي تلحق بالسائح (من تذاكر - تنقل بالسيارة - رسوم المنتزهات والحدائق...إلخ) وكذلك نوعية ومستوى الخدمات المقدمة للسائح أما القارئ «ولد علقه فرايه» فقال: ارحمونا من السياحة الداخلية لأن تكلفة أسبوع بجدة أو الدمام أيام العيد تكفيك شهراً كاملاً بالخارج.
الشجرة المائلة
القارئ «فيصل» يقول: البنية التحتية للسياحة الداخلية دون المطلوب كما أن السائح يبحث حتى بالسعر الغالي ولا يجد مكاناً، أما القارئ «أبوعثمان» فله رأي آخر حيث قال: بعض المواطنين ليس لديهم مانع من صرف خمسين ألف ريال في شهر بالخارج لكن لديه ألف مليون مشكلة إذا صرف 30 ألف في شهر في بلده وأضاف هذا جزء من عادة الإهدار والشجرة المائلة التي يسقط ثمرها خارج سور المزرعة. ويرى القارئ الذي وصف نفسه ب»البارع» أن السائح يتم استغلاله من قبل أصحاب الفنادق والشقق والمفروشة والمراكز التجارية وأماكن الترفيه يعني سياحة داخلية لمدة خمسة أيام تحتاج ميزانية 25000 ألف ريال بينما يؤكد القارئ «خالد» أن أسبابا كثيرة تمنعه من السياحة الداخلية أبرزها الأسعار المبالغ فيها في الفنادق والمهرجانات الصيفية المكررة، ويضيف القارئ «تركي»: السياحة الداخلية تحتاج ميزانية كبيرة فالأسعار نار وتساءل: بكم يستأجر السائح وبكم يحجز تذاكر وبكم تستأجر سيارة وبكم ينفق على المنتزهات إن وجدت.
مواقع لم تستغل
القارئ «ibrahem» علق قائلاً: ليس هناك ما يدفعنا للسياحة الداخلية حيث لا توجد سوى مهرجانات التسوق والحفلات الغنائية والألعاب النارية وأضاف: مع ذلك نجد السكن غاليا كما نواجه مشكلة أخرى في حجوزات الرحلات الداخلية للطيران.
أما القارئ «سعودي» فأكد أيضا على أن الأسعار مبالغ فيها كما أن الطرق سيئة والتحويلات كثيرة وأضاف: مع ذلك لن أسافر خارج السعودية لأني أحبها. وترى القارئة «بدرية الشهري»أن هناك مواقع تعد من أجمل الأماكن في المملكة ولكن لم تستغل لتصبح واجهة سياحية وإن كان هناك بعض التطور المحدود ولكن ليس ما نطمح إليه وفيما يتعلق بالأسعار. قالت: السياحة الداخلية استغلال مبالغ للسائح. أما القارئة «أم البراءة» فقالت: لا يوجد شيء يستحق السياحة الداخلية غير مكة والمدينة.
وأضافت: جربنا السياحة الداخلية فلم نجد لا مطارات متميزة ولا وسائل مواصلات راقية ونظيفة ومتنوعة ولا مناظر بهيجة ولا صالات ألعاب عالمية ولا أسلوبا راقيا في التعامل.
خدمات دون المستوى
قارئ رمز لاسمه ب»أوراق ملونة» انتقد الوسائل الإرشادية للطرق وقال: للأسف لا توجد لدينا لوحات للإرشاد نحو الطرق الدولية وخاصة دول الخليج مثلا منطقة الرياض بطولها وعرضها لا يوجد فيها أي لوحة إرشادية لطرق الدول الخليجية وهذا الأمر لم يحدث بأي دوله بالعالم.
أما القارئ الذي رمز لاسمه ب»GSM» فأرجع أسباب تفضيل السياحة بالخارج غلاء أسعار الشقق وتذاكر المؤسسات السياحية «مدن سياحة وملاهي وشاليهات» وأيضا بالنسبة لنا كشباب نجد الطريق أمامنا نحو الفعاليات السياحية مغلقا بعبارة «للعوائل فقط»، وأوضح القارئ «مواطن» بأن الأسعار مبالغ فيها وأن الخدمات ليست بالمستوى المطلوب كما أنه لا يوجد حريات شخصية
فهم خاطئ لمعنى لسياحة
أما القارئ «رايق» فقال: السياحة الداخلية أفضل من السياحة الخارجية لأنها آمنة وقليلة التكلفة ومفيدة للبلد وأضاف القارئ «SULIMAN» قائلاً: للأسف نحن شعب نفهم السياحة غلط. فأول ما تقول لأي مواطن كلمة سياحة داخلية يتبادر إلى ذهنه ساحة استعراض وللعوائل فقط!!. مسرحيات هابطة، عرض للشباب، وعرض نسائي.. فكيف نطالب بسياحة داخلية ونحن لا نستطيع أن نجمع العائلة بمعنى الكلمة تحت سقف واحد ونتعذر بديننا..!. وديننا دين محبة وصلة رحم لكن لا حياة لمن ننادي.
وترى القارئة «مريم الزكري» أن الخلل ليس في التنظيم الداخلي للسياحة فحسب بل يتعداه إلى عدم استغلال المواقع السياحية الخام بشكل جيد فكم في الوطن من المواقع الجميلة التي لم تبصرها عين هيئة السياحة حتى الآن، وأضافت: نلاحظ غلاء كبيرا في الأسعار مقابل خدمات ضئيلة جعلت السائح الوطني يفضل السياحة الخارجية على الداخلية لأن التكلفة متقاربة والخارجية أفضل فحبذا لو تمت الاستعانة بخبراء في مجال السياحة لدراسة المواقع السياحية مع وضع نظام يحد من غلاء الأسعار، بينما رأى القارئ «أبو ثامر» أن ملاك الفنادق والشقق المفروشة أمنوا العقوبة فرفعوا الأسعار دون مراعاة لذوي الدخل المحدود.
غياب التخطيط
القارئ «خالد بن عبدالله» يقول: أساس السياحة هي التخطيط للسفر وفي المملكة نواجه هذه المشكلة وتساءل: كيف أخطط لسفر ما داخل المملكة ولا أستطيع أن أحجز سكنا خاصا إذا علمنا طبيعة قطاع الإيواء لدينا والذي يشكل غالبه الشقق المفروشة والتي لا يمكن الحجز عليها من خلال الهاتف أو الإنترنت كأغلب دول العالم الأخرى.
وأضاف: خلال العيد الماضي قررت السفر برفقة الأهل إلى المنطقة الشرقية فلم أجد شققا مفروشة بغض عن سعرها المرتفع الذي لا يقل عن 1200 ريال لليلة واحدة وحينها قررت أن أتوجه لدبي ومجرد بحث في الإنترنت وجدت أكثر 347 فندقاً متوفر سعر الليلة يبدأ من 370 ريالا شاملا 20% ضريبة حكومية وخدمة وهنا الفرق.
وتضيف القارئة «غلاهم بنت الدرعية»: السياحة الداخلية كلها شقق مفروشة بعيدة جدا عن مستوى الخدمات المطلوب وأهم شيء أن يدفع السائح وأضافت: نحن بحاجة إلى خدمات تجذبنا إلى تقبل السياحة في بلدنا.
مضايقة للسياح
ويرى القارئ «إبراهيم» أن أسباب تفضيل قضاء الإجازات القصيرة خارج المملكة يعود لوجود ظاهرة «للعوائل فقط»، ومضايقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للسياح، وعدم وجود برامج ومواقع سياحية جيدة للشباب والعوائل وإن وجدت تكون غير متطورة، وكذلك عدم الاستفادة من الدول التي سبقتنا، وأضاف: لكي تنجح السياحة علينا أن نبحث عن السائح الأجنبي ونوفر لهم برامج جيدة وأماكن سياحية جيدة وأيضا علينا الاهتمام بالآثار خصوصا آثار ما قبل الإسلام وفتح مهرجانات تراثية وثقافية مثل مهرجان الجنادرية في مختلف المناطق. ويضيف قارئ آخر اسمه أيضا «إبراهيم» يجب علينا أولا تحويل هيئة السياحة إلى وزارة السياحة لها مخصصات مالية خاص بها، وإيجاد شركات ومؤسسات سياحية تنظم وتعد برنامجا سياحيا على شكل مجموعات (قروبات) مثل الموجودة في سوريا ولبنان وتركيا وغيرها.
توحيد الجهود حول مواقع محددة
أما القارئ «أبو ريان» فقال: لا توجد الرقابة بالشكل المطلوب والتجار يلعبون بالسائح كيفما شاءوا وأضاف: لابد من عمل مؤسساتي ووزاري منظم لتقوم السياحة الداخلية على قدميها ويعود إليها أبناء الوطن من جديد، بينما يرى القارئ «خالد البدراني» أن القائمين على أمر السياحة يريدون أن تكون جميع محافظات ومراكز وهجر المملكة مناطق جذب سياحي وهذا يستحيل فالدول التي تعتمد على السياحة كدخل رئيسي لها لا يوجد فيها سوى مواقع سياحية محدودة وبذلك ترتكز الجهود على تطوير هذه المواقع من خلال توفير كافة مقومات الجذب السياحي فمن المستحيل أن تكون المملكة بجميع مناطقها سياحية فهذا لا يمكن لأن هناك مواقع فعلا تختلف مناخيا من الممكن السفر إليها وهناك مواقع لديها فعاليات ودعم سياحي ودرجة الحرارة فيها 50 درجة، وتساءل القارئ «عبدالكريم أبو محمد» عن المقومات السياحية وقال إن الأسعار مبالغ فيها كما أن السائح يُستغل لغرض الكسب إضافة إلى وجود قصور في المراقبة على المواقع والأسعار.
أما القارئ «صريح» فاشتكى أيضا من غلاء أسعار الفنادق وعدم وجود فنادق 5 نجوم وبخدمات راقية.
للعوائل فقط
القارئ «بوعمر» يقول: توجد بالمملكة مناطق جميلة ولا مثيل لها ولكن أصبح البعض ينظر لها بعض المستثمرين في القطاع كتجارة يدفع ثمنها البلد بهروب أبنائه للسياحة الخارجية ومن تجربتي بالعيد بشاطئ نصف القمر أعطتني البرهان والمسوغ لعدم تكرارها مرة أخرى.
وأضاف: عندما سألت عن سوء الخدمة وغياب النظافة أجاب بكل برود قائلا، نحن بموسم ولازم «اللي يجيلنا يستحملنا» أما القارئ «علي المطوع» فيقول إن السبب الرئيس في قضاء الإجازات القصيرة بالخارج هو لافتة (للعوائل فقط) ويضيف القارئ الذي رمز لاسمه ب»خال» قائلا: السياحة عندنا لا ترضي الطموح وأجمل وأفضل مدينة في السعودية مهيئة للسياحة هي الخبر ومعروف أنها مدينة صغيرة لدرجة أنك لا تجد شقة خالية في بعض المواسم. وبقية مدن المملكة مع احترامي لا يوجد أي تهيئة للسياحة بالشكل المطلوب وفوق هذا زائد.
تخصيص أماكن للشباب
القارئ «جلوي الروقي» يقول إن المشكلة تكمن في الأسعار فيما يؤكد القارئ «سعد» أن الكل يتهم ملاك الشقق ولكن أقول لولاهم لجلسنا في بيوتنا لغلاء الفنادق وعدم قابليتها لاستقبال العوائل ولكن على سبيل المثال في الشرقية أين الفنادق المطلة على البحر.. أين المنتجعات المحافظة أين السيرك العالمي..أين المدن الترفيهية الآمنة. أسئلة كثيرة لا تجد مجيباً والحل هو الأسوأ سافر إلى الخارج وأصرف، القارئ «ابن البلد» يقول نتمنى تخصيص أماكن للشباب بالمناطق السياحية لأننا نعاني من كلمة «للعوائل» التي أصابتنا بالاكتئاب.
وثانيا غلاء الأسعار يعزز السياحة الخارجية. ويرى القارئ «عاقل بقوة» أن السياحة الداخلية مقعدا غير موجود أصلا فهناك عدة أسباب أولها وجود هذه الكلمات في كل المنتزهات (للعوائل فقط)، كما أن وجود الهيئة في كل مكان تتسبب في تراجع السياحة الداخلية بينما طالب القارئ «محمد العبيد» بمعالجة الخدمات الشخصية في محطات الطرق مثل الشرقية - الرياض وتحسين أبسط الخدمات مثل المياه والدورات والمساجد والنظافة لتكتمل عملية السياحة.
سياحة دينية
القارئ «مالك» يقول: السياحة في السعودية دينية مكة والمدينة فقط، القارئة «وجدان» ترى أن السياحة المحلية تحتاج إلى تطور. وهي الآن في تقدم كبير ملحوظ.. ومن تطورها أنها تقوم بجذب السياح من داخل الدولة بينما ترى القارئة «نوف الغامدي» أنه لا توجد نشاطات سياحية للشباب والشابات داخل المنتزهات، بينما يؤكد القارئ «صالح الشثري» غياب التجديد فتجد المناطق السياحية كما هي قبل عشر سنين أو أكثر وربما تقل وهذا أحد الأسباب الرئيسية لذلك الخيارات متاحة في الخارج بشكل أكبر، القارئ «عبدالعزيز سليمان» فيقول تكفينا السياحة الدينية بمكة والمدينة ويبرر القارئ «شاهد على» أسباب تفضيل سياحة الخارج ارتفاع أسعار الفنادق والمنتزهات مع سوء النظافة ووسائل النقل كما أن الكثير من المواقع السياحية غير مهيئة ولا تصلح لسياحة الترفيه، القارئة «أفنان» ترى عدم وجود أماكن للسياحة. وإن وجدت تكون غير مؤهلة للسياحة إضافة لغلاء الأسعار.
جشع المستثمرين في المجال السياحي
يقول القارئ «سعود الرماحي»: المشكلة تكمن في جشع المستثمرين في المجال السياحي فتجد فندقين بجانب بعض وبنفس الدرجة والفرق في السعر بينهما مئات الريالات فكل صاحب فندق يحدد السعر وفقا لمزاجه فلماذا لا توحد الأسعار على حسب الفئة ويكون هناك متابعة ومراقبة ووضع رقم خاص للإبلاغ عن المخالفين، القارئ «أبوزياد» يقول: السياحة لدينا تبحث عن نفسها وينقصها الكثير، فلو تم النظر إلى جميع مناطق المملكة بعين واحده لرأينا التطور المستمر بينما يرى القارئ» أبو سلطان العتيبي» أهمية دخول شركات ذات خبرة لديها المباني والمتنزهات الترفيهية للعائلة والشباب والشابات كالنوادي الرياضية.
****
شارك برأيك... صوتك عبر الجزيرة :
«شارك برأيك» خدمة إعلامية تفاعلية جديدة تقدمها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر من خلال علاقة تفاعلية بين صحيفة الجزيرة «النسخة الورقية» وموقع الصحيفة الإلكتروني الجديد؛ ليشارك من خلالها القراء في إبداء آرائهم حول الموضوعات المختلفة.
وستطرح الموضوعات من خلال الموقع الإلكتروني لمدة أسبوع كامل؛ ليتم تحريرها ونشرها كل يوم جمعة في صحيفة الجزيرة «النسخة الورقية». وسيُتاح للقراء التفاعل والمشاركة في إبداء الرأي من خلال الموقع الإلكتروني وخدمة البلاك بيري وال SMS على رقم ال «jaz ping!!!»: 0101