|
الجزيرة - سلطان المواش
تضاربت آراء الفلكيين، وتباينت كما تتباين فصول السنة من حيث تقلُّب الأجواء حول بداية موسم المربعانية؛ حيث بدد الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق ما ذكره الباحث الفلكي عبدالعزيز الشمري ل(الجزيرة) أمس بأن بداية دخول مربعانية الشتاء في الأول من محرم 1432ه، وأكد الدكتور الزعاق جازماً أن البداية الحقيقية لدخول موسم المربعانية ابتداء من اليوم الجمعة 27-12-1431ه، الموافق 3 ديسمبر 2010م. وأضاف الزعاق أن المربعانية ليست اسماً لنجم بل فترة زمنية تتسم بخصائص مناخية، مدتها أربعون يوماً؛ ولهذا سُمّيت مربعانية، وقال إنها من أشهر مواسم السنة؛ لأنها جمعت الخصائص المناخية لمواسم السنة قاطبة؛ ففيها الحر والبرد والاعتدال والرطوبة والجفاف والأمطار؛ ففي أول أيامها إذا خلت السماء من السحب وتوقفت حركة الرياح أصبح الجو حاراً وجافاً، وفي آخرها إذا تحركت الرياح وتشكلت السحب أصبح الجو بارداً ورطباً، وهذا في العشرين يوماً الأولى من المربعانية، وسميت العشرين الأخيرة ربيعية، بمعنى أن السماء إذا أمطرت في النصف الأول من المربعانية فهي أمطار صالحة لإنبات جميع الحشائش بما في ذلك الكمأة (الفقع)، وإذا أمطرت في النصف الأخير منها فهي أمطار صالحة لإنبات جميع الحشائش الربيعية بما في ذلك الروض والنفل، ما عدا الفقع، أضف إلى ذلك أنها تحوي الليالي الأطول والنهار الأقصر في السنة، ويحدث فيها الانقلاب الشتوي، وفيها الحد الفاصل بين البرد الهازل والبرد الجاد؛ حيث تبدأ فيها المرتفعات الجوية الباردة تؤثر في أجواء المملكة (وأول نجوم المربعانية الإكليل، ثم القلب وآخرها الشولة)، والمسافة بين نجوم المربعانية الثلاثة ليست متساوية؛ فطالع القلب يشرق قبل وقته وطالع الشولة يشرق بعد وقته؛ فالمسافة بين الإكليل والقلب صغيرة على خلاف المسافة بين القلب والشولة. وموسما المربعانية والشبط متشابهان في الأجواء من حيث العموم إلا أن هناك فوارق من حيث حركة الرياح، البرد ووصف السماء. وبعد المربعانية تدخل الشبط، والعامة يسمون الشبط ولد (ابن) المربعانية الشقي، ومن شقاوته أنه يقرع الأبواب؛ لذا يقال في الأسجاع (شباط مقرقع البيبان) إلا أن برده لا يدخل في المنازل كحال المربعانية. والشبط عدد أيامها 26 يوماً مقسمة على نجمين، كل نجم 13 يوماً، وهي شباط أول، وشباط ثان، وبردها أشد من برد المربعانية؛ لأنه يتسم بالجفاف، وتتباين درجات الحرارة في المملكة تبايناً واضحاً مرتبطاً ذلك بتوزيع الإشعاع الشمسي والموقع الجغرافي؛ فتوجد مناطق ذات درجات حرارة مرتفعة، ومناطق ذات درجات حرارة أقل، كما يوجد تباين في التوزيع الفصلي لدرجات الحرارة.