إن مسؤولية التعليم مسؤولية عظيمة وخالدة لأن الأمم لا تنهض إلا بالعلم فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي به وهو على فراش الموت وذلك لأهميته في سيادة الأمم وسعادتها لأنه سر نهضتها وقوتها وحضارتها وكما قال سيدنا الشافعي رضي الله عنه:
رَأَيتُ العِلمَ صاحِبُهُ كَريمٌ
وَلَو وَلَدَتهُ آباءٌ لِئامُ
فَلَولا العِلمُ ما سَعِدَت رِجالٌ
وَلا عُرِفَ الحَلالُ وَلا الحَرامُ
إن ما قامت به وزارة التربية والتعليم في المملكة من تطوير للمناهج لهو قفزة نوعية في مجال العلم لمواكبة التغيرات العالمية وما يتبعها من تكنولوجيا ومعرفة، فقد انتقل التعليم في المملكة من التعليم التقليدي الذي يركز على الحفظ إلى تعليم تشارك فيه جميع حواس الطالب من سمع وبصر وشم ولمس، ولكن تبقى هناك معضلة تؤرق أولياء الأمور في ظل هذا التغيير في المناهج وهي عدم تفاعل المعلم مع البيت تفاعلاً حقيقياً يساعد على توصيل المعلومة بطريقة سهلة وسلسة فمثلاً مادة العلوم في الصفوف الابتدائية والمتوسطة والتي تغيرت تغيراً كلياً عما كانت عليه في السابق والتي تعتمد اعتماداً أساسياً على الفهم والتطبيق والتجارب ثم الحفظ وما إلى هنالك فلا نجد للمعلم دوراً في تحديد ما يجب حفظه وفهمه لمتابعته من قبل ولي الأمر ليكون ذلك مساعداً في توصيل المعلومة للطالب بعيداً عن الحشو والتشتيت في المعلومات، وقس على ذلك جميع المواد التي طرأ عليها التغيير لنقف ونتساءل هل أصبح دور المعلم في ظل هذا التغيير والتطوير مجرد معلم يعطي الواجبات ويصحح ورقة الاختبار ؟!! وهل تطور التعليم وبقي المعلم بلا تطوير ؟ ونود في هذا المقام أن نقف على بعض المشاكل التي تواجه بعض أولياء الأمور مع معلمي المدرسة ونذكر منها:
1 إن ما نراه الآن أصبح عكس ما كان في السابق فلقد أصبح البيت هو المدرسة والمدرسة هي البيت والسبب يعود في ذلك من بعض المعلمين وإدارات مدارسهم. وذلك لأن المعلم قد رمى الكرة في مرمى البيت وأراح عقله وبدنه من الوقوف بجانب السبورة وشرح المادة شرحاً جدياً وملاحظة من فهم ومن لم يفهم من الطلاب وإلغاء دور الطالب بالمشاركة في الحصة بأن يجعل الطالب هو من يقوم بحل المسائل معتمداً على نفسه ولكن المعلم قد اكتفى بحل المسائل أو الأسئلة على السبورة بنفسه ومطالبة الطالب بنقلها على كتابه أو دفتره دون أن يفهم أو يعرف طريقة الحل وهذا ما لمسناه من خلال متابعتنا لأولادنا.
2 لقد وقع الطالب بين مطرقة معلمه في المدرسة وبين سندان المعلم الخصوصي في البيت لأن لكل واحد منهم طريقته وأسلوبه في الشرح وعليه فقد تشتت الطالب ذهنياً وفكرياً من هذا الأمر فالطالب قد ضاع بسبب اعتماده على مدرسه الخصوصي (الذي يعتقد بزعمه أنه اشتراه بماله يتصرف معه كيف شاء) وهنا تحدث الكارثة وهي الرسوب من هذا التواكل على المعلم الخصوصي وترك معلمه الذي كان الحري به أن يعتمد عليه اعتماداً كلياً لأنه يملك وضع الأسئلة وتقييم الدرجات بخلاف المعلم الخصوصي الذي لا يملك من زمام الأمور شيئاً ولتجاوز هذه المشكل هو أن يطلب ولي الأمر من معلم المدرسة توضيح منهجه في الشرح ليتفاعل معه ولي الأمر والطالب والمعلم الخصوصي في آن واحد ولوضع اليد على بعض جوانب القصور عند الطالب لمعالجتها وتصحيحها ليكون هناك مجالٌ واسعٌ لتدارك ما فات قبل فوات الأوان.