لو عدنا للوراء قليلاً وتتبعنا مزاولة الرياضيين لكرة القدم والألعاب المختلفة الأخرى نجد أنها تنبع من روح المبادرة من اللاعب، فعندما يلتحق بالنادي لا توجد لديه أية شروط مادية منه على النادي، وإن كان هناك شروط فهي من النادي والتي عادة تلزمه بالانضباط بقوانين النادي وقوانين اللعبة التي يلتزم بها ويتعامل معها بكل أريحية. هذه المبادرة من اللاعبين أوجدت أجيالاً أسهمت في أن تقود المملكة إلى العالمية وعصر الاحتراف، ولكنهم اعتزلوا هذه اللعبة وهم خاليو اليدين ولاسيما الذين ليس لديهم وظائف عندما كانوا يزاولون هذه اللعبة وهم كثر، والذين يصنف البعض منهم أقرب إلى درجة الفقر. وتطالعنا صحفنا المحلية عن أحوالهم بين وقت وآخر المتمثلة في بعض النداءات الموجهة إلى المسؤولين في رعاية الشباب والمحسنين لتقديم المساعدة لهم وحل ضائقتهم المالية. وهذا ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة لطرح فكرة إنشاء صندوق لدعم الرياضيين المحتاجين ولاسيما الهواة السابقين الذين ضحوا بوقتهم وصحتهم من أجل خدمة الرياضة السعودية، حيث البعض منهم تعرض للإعاقة والإصابة نتيجة لمزاولة هذه المهنة ولا يوجد عنده مصادر سوى ما يتحصل عليه من فاعلي الخير أو الضمان الاجتماعي والذين يعزف البعض منهم الاستفادة منه حياءً من الناس، كذلك يمكن أن يستفيد من هذا الصندوق المحترفون الذين لم تسعدهم الظروف الاستمرار في الاحتراف سوى سنوات قليلة مع رواتب متدنية. فلهذا أطالب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل في دراسة هذه الفكرة والتي قد يكون أنها سبق أن طُرحت من قبل ولكن على سبيل التأكيد، علماً بأن مصادر تمويل هذا الصندوق مهيأة سواء كان من رعاية الشباب أو دخل المباريات والإعلانات التجارية بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمحسنين ورجال الأعمال والشركات لدعمه وتفعيل أنشطته. ولا شك أن إقدام الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إنشاء هذا الصندوق يعد تكريماً وتفاعلاً وجدانياً وإنسانياً تجاه ما قدمه هؤلاء اللاعبون الهواة لوطنهم وأوصلوه إلى العالمية. هذا ما نرجوه.. وبالله التوفيق.
مكتب التربية العربية لدول الخليج