لم تفلت دولة من تسريبات الوثائق التي بثها موقع ويكيليكس؛ فجميع الدول اخترقت اتصالاتها وعُرف ما كان يجري في مباحثات سرية، سواء التي كان يجريها السفراء الأمريكيون أو المبعوثون الأمريكيون السياسيون والعسكريون، وكُشفت أدق التفاصيل التي كانت السفارات الأمريكية ترسلها لما كان يجري من مباحثات مع سفرائها أو المبعوثين الأمريكيين الذين كانوا يلتقون مع القيادات السياسية والأمنية والاستخباراتية.
كل الدول الصغيرة والكبيرة كان لها نصيب لما كان يجري من مباحثات على أرضها، وبالطبع ما كُشف كان «الوجه الأسود»، وما كان لا يراد أن يطلع عليه أحد.
كل الدول نالها ما نالها من تسريبات موقع ويكيليكس إلا إسرائيل، فالذي سُرّب كانت المباحثات التي أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي باراك مع المسؤولين في مصر والسلطة الفلسطينية، والتي كشفت عن نوايا إسرائيلية بشن حرب على قطاع غزة، وأن إسرائيل ترغب في أن تؤول إدارة القطاع إلى مصر.
هذا الكشف الذي أظهر ممانعة مصرية وفلسطينية لخطط إسرائيل معلومة معروفة، ولا يسيء للإسرائيليين داخلياً أو خارجياً؛ فالإسرائيليون جميعاً لا يحبون حماس، والخارج أيضاً لا يرتاحون لحماس؛ إذن هي معلومة عادية يُراد أن يُقال بعد الكشف عنها إن لإسرائيل نصيباً، ولكن المتلقين ليسوا بهذا الغباء؛ فإن تل أبيب والقدس استضافتا الكثير من اللقاءات السرية والمهمة بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، سواء من القادة السياسيين وكبار القادة العسكريين ورجال الاستخبارات، وإن كثيراً من الترتيبات و»الطبخات» بل وحتى التخطيط لما حصل في المنطقة سواء في لبنان أو في سوريا، وطبعاً في فلسطين، وحتى في العراق وإيران.. هذه المحادثات والتفاهمات كانت تجري بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين وعلى الأصعدة كافة، ويمكن القول إن هذه اللقاءات والاتصالات هي الأكثر والأشمل للتحالف الوثيق بين الأمريكيين والإسرائيليين، ومع هذا لم يقدم لنا موقع ويكيليكس سوى وثيقة لقاء باراك مع المصريين والسلطة، التي تكشف عن معلومة معروفة، أما ما كان يُطبخ ويُخطَّط للعرب والإيرانيين والأتراك في الاجتماعات الدورية التي كان يجريها الإسرائيليون والأمريكيون فلم يتم الكشف عنها.
