هناك حالات يجد فيها الإنسان نفسه غير قادر على الكتابة ويستعصي عليه الحرف مهما كان حجم قدرته ومراسه على قيادة الحرف، هذه الحالات لا تكون إلا عندما تقف في حضرة عظيم أو تقترب من عالم إنسان عظيم تجاوز عطاؤه الشمولي زمانه ومكانه واستغرق بإنسانيته الهم الإنساني بشتى مناحيه، وهذه العظمة لا يمكن أن تتحقق إلا طفرات في التاريخ ولأشخاص لا يتكررون في أزمنتهم ومن بينهم وفي طليعتهم سلطان الخير الذي سيسجل التاريخ مآثره بأحرف من نور وفي أنصع صفحاته.
وبقدر الدهشة والرهبة اللتين تملكتاني وأنا أحاول الكتابة عن سلطان الخير أيضاً امتلكت الزهو والثقة بالنفس بأني سأكتب بكل ما سيفتح الله علي به دون خوف من أن اتهم بالتملق أو التزلف؛ لأني سأكتب عن إنسان يزهو به الثناء ولا يزدهي بالثناء.
لكن من أين أبدأ وماذا تدون الكلمات عن هذه الشخصية الإنسانية الفريدة؛ لأن أفعاله وعطاءاته تجاوزت قدرة الكاتب مهما أجاد. هل أكتب عن حب الناس له وهو استحقاق لا يحتاج إلى شاهد أو دليل، هل أكتب عن الفرحة بعودته وهو الحاضر فينا ومعنا بكل أحاسيسه ووجدانه، هل أكتب عن النموذج الراقي والرائع الذي يجسده سلطان الخير في ولائه وحبه لأخيه ومليكه والقدوة النادرة التي يقدمها.
كل هذه الأفكار ازدحمت في مخيلتي منذ فكرت في الكتابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولكم أن تتصوروا معي حجم الصعوبة خاصة وأنا غير محايد في حبي لسموه شأني شأن أي مواطن في هذا البلد.
ومن مسلمات القول إن الأوطان والدول تفاخر بشخصية العظماء من أبنائها فإننا أبناء المملكة العربية السعودية لنا عظيم الفخر بعظماء هذا البلد منذ القائد المؤسس ومرورا بأبنائه الملوك الذين حملوا الراية من بعده وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - أدامه الله ومتعه بالصحة العافية - لكني أخص بمقالي هذا الحديث عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان الذي عاد ليكون حاضراً بجسده كما كان معنا بقلبه ووجدانه ومتابعته وهو خارج الوطن، لكنه عاد على أجنحة الحب والوفاء عندما سمع أن أخاه ومليكه متوعك صحياً ليكون مع أخيه ومع شعبه ولتفرح القلوب بعودته سالماً بقدر فرحتها بخبر تقدم صحة مليكها ورائد نهضتها وعزتها.
عاد سلطان الخير أميراً متربعاً على قلوب أبناء شعبه، لم يعد لأسرته الصغيرة ولكنه عاد لأسرته الكبيرة وهم كل أفراد الشعب السعودي، فهلت الفرحة وتبادل الناس التهاني بهذه العودة المباركة ليظل الحب الذي زرعه سلطان وارفا في قلوب الملايين. ولأنه رجل الخير وعطاؤه كالغيث فلم يقف عطاؤه عند حدود شعبه، بل امتدت أياديه البيضاء إلى كل أرجاء أمتنا العربية والإسلامية بخيره المعهود بل وهناك مآثر على مستوى إنساني تجاوزت الدين أو العرق أو غير ذلك من الحسابات لتكون مع الإنسان كإنسان أولاً وأخيراً.
مرحباً بعودة أمير القلوب سلطان الخير وأهلاً بمواسم الفرح الدائم المرتبطة بقدومه التي ازدان بها الوطن الغالي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، ودام عطاء سلطان الخير لما فيه خير شعبه وأمته ولوطننا الغالي النماء والتقدم بقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.. وإلى الأمام يا وطنا يزين عقد جيده رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.