دوت فرحة كبرى جديدة لها نكهة الأشياء الأولى ومذاقها المبهر.. حيث فازت قطر بتنظيم كأس العالم 2022م.. تنافست قطر بقوة مع دول قوية مثل أمريكا وأستراليا وكوريا واليابان.. لكن المنافسة الأخيرة انحسرت بين ملفي أستراليا وقطر.. بل إن المراهنين في أستراليا رشحوا قطر لانبهارهم بجمال ملاعب قطر وتقدمها على ملاعب أستراليا نفسها.
لحظات جميلة بين الانتظار والترقب.. ثم حدوث الأمر السعيد بشيء ذي قيمة يحدث لأول مرة في العالم الإسلامي الذي تفوز فيه دولة عربية خليجية، دولة تقوم على النسيج الصحراوي القبلي.. لكنها عملت بكل مؤسساتها لجعل هذا الحلم يتحول إلى حقيقة، جهد سياسي واقتصادي واجتماعي بذله كل قطري كل فيما يخصه، لم يتوان أحد أو يتخلَّف، الجميع يعمل لهدف واحد هو تحقيق الحلم.. ولا يشغله غير هذا.
فوز قطر ليس مجرد انتصار رياضي.. بل هو انتصار سياسي وثقافي واقتصادي.
قبل بدء خليجي عشرين سرى قلق كبير بين المشاركين تخوفاً من النواحي الأمنية في اليمن.. ودار جدل حول مناسبة إقامة البطولة الخليجية في اليمن الشقيق، خليجيون يقلقون من اليمن، فما بالكم بالعالم ودوله المختلفة، لذا كان التخوف شديداً من النواحي الأمنية في بلد إسلامي عربي خليجي، كسب ثقة العالم ليس بالأمر الهين.. وفوز قطر بتنظيم المسابقة هو تحول كبير في نظرة الغرب لدول الشرق.
صراخ أطفالي وفرحتهم وتبادلهم الأحضان وتقافزهم.. جعلني مثل كل أم أتخيلهم في مدرجات ملاعب قطر شباباً يتابعون المونديال.. فشاركتهم فرحتهم.. وسجلت مشاعرهم صوتاً وصورة.. وقلت: ستسعدون حين ترون هذا الفيلم العائلي.. وأنتم تحضرون المباريات.. وقلت: لعل السعودية تفوز بالكأس حينذاك.
كرة القدم هي الأمل الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في التقريب بين الشعوب والثقافات.