لو اكتشفتْ وزارة الصحة أن طبيباً يعمل في أحد مستشفياتها يطلب من مرضاه مراجعته في العيادة الخاصة التي يعمل بها مساءً ماذا سيكون نوع العقوبة التي ستوقعها به؟
هل ستقول له:
- لا عمرك يا حبيبي تعود لها مرة ثانية.
أم أنها ستجعله يعطيها عرض أكتافه، ويمسك أحد أوسع أبوابها، مطروداً بلا رجعة؟
أتساءل هذا السؤال؛ لأن الناس صارت تشتكي وتتذمر من وجود هذه الظاهرة في مستشفياتنا الحكومية؛ فالطبيب في المستشفى الحكومي يعرف تمام المعرفة أن المريض يحتاج إلى مواعيد قريبة، سواءً لرؤيته في العيادة أو للفحوصات أو للتنويم، ويعرف أن ذلك لن يتحقق للمريض؛ فالمواعيد أكثر من مستحيلة؛ ولذلك فإن بعض الأطباء ممن يظنون بجهل مطبق أنهم يخدمون المرضى، أو ممن لا يملكون أخلاقيات مهنية، يطلبون من المريض أن يراجعهم في العيادات الخاصة التي يعملون فيها أو يتعاونون معها؛ لكي تتحقق لهم المواعيد السريعة والمريحة التي على كيف كيفك!
لن أعيد وأزيد في الأوصاف التي يجب أن نطلقها على هذه النوعية من الأطباء؛ لأننا عدنا وزدنا في أوصافهم، ولم تهتز شعرة في أجسادهم، بل سأطلب من وزارة الصحة أن تخبرنا عبر وسائل الإعلام ما هي العقوبة التي ستوقعها بالطبيب الذي يطلب - مجرد طلب - من مريض يراجعه في المستشفى أن يتحول بمراجعاته إلى العيادة الخاصة التي يملكها أو يعمل بها أو يتعاون معها؟ هذا هو كل ما نطلبه من الوزارة: هل هذا كثير؟!