الثعابين حيوانات زاحفة من ذوات الدم البارد لها أجسام متطاولة ومغطاة بحرافيش ولا توجد لها أطراف أو أذنين خارجيتين ولكن ثمة حواس في أجسامها وهي من آكلة اللحوم تنتشر في جميع القارات أطوالها من 10سم للثعابين الصغيرة إلى عدة أمتار للثعابين الكبيرة تتكاثر في فصلي الربيع والصيف
وتتغذى على مصادر متنوعة من الفرائس المتوفرة في بيئتها مثل الفئران والأرانب وصغار الطيور وهي تقوم بابتلاع فريستها بالكامل ليس لها لثة أو أسنان وهناك ثعابين صخرية وشجرية وثعابين برك ومستنقعات وثعابين بحار ومحيطات، والثعابين مخلوقات تعيش وتأكل وتتزاوج وتتكاثر من أخطرها ثعابين (الكوبرا) التي تشتهر بعادة رفع الجزء الأمامي من جسمها وهي ثعابين برية ذات ذيول أسطوانية نحيفة تقتل فرائسها بسمها القوي، الناس يخافون من الثعابين ويتوجسون منها شرا وماعزز هذا الخوف هو سمية الثعابين الفتاكة بالإضافة إلى أشكالها المخيفة وتسللها الانسيابي في هذا المكان أو ذاك.
لكن في المقابل هناك أنماط عديدة ومتنوعة من البشر من يشبهون الثعابين بصفاتها وأفعالها وحركاتها وسلوكها وطبائعها وفي التفكير والأداء والشمولية بل هناك صلة وثيقة ووطيدة بينهم البعض في المواقف والتوهم الذهني والتشويش الفكري المبني على العادة وعقدة المؤامرة والفراسة المتوهمة والتعتيم في الطرح والتخطيط والاجترار الذهني.
لقد دأب هؤلاء (الثعبانيون) من عديمي الموهبة والخيال ومن ذوي الحناجر الجافة إلى تسويق وترويج كلامهم المزيف وأعمالهم وأفكارهم العتيقة الصفراء التي تشبه رائحة الفساتين العتيقة المحشورة في دواليب خشبية رطبة، وفق رؤى وتطلعات ضيقة لها انسيابية في المغزى وفي المضمون والتي يصر مقترفوها على حشوها بما أتيح لهم من مصطلحات هجينة غير مترابطة وغامضة وتفتقر لأي مدلول صائب، لا لشيء سوى تشتيت ذهن الآخرين أو المتابعين أو للتغطية على عقم معارفهم أو لإضفاء بعض الوجاهة المعرفية على ذواتهم اعتقادا منهم أن الحذلقة ولي الكلمات وتعقيرها وبهرجة الأفعال ولبس الثياب الثمينة لا تدل إلا على (العبقرية) أو علو الكعب، كل هذا يتم بطرق استعراضية لاتنم الإ عن جهل مطبق فاضح بمقتضيات الطرح والفعل أيا كان نوعه وهدفه وحيثياتة.
إن إيصال المفاهيم الجدلية والأحكام والرؤى بطريقة ميسرة وواضحة ونظيفة إلى الآخرين هي الشيء المطلوب بقوة وليس الفعل التعتيمي الذي يشبه السواد، إن الفعل المثقل بالرطانة المفتعلة والحذلقات الفارغة ما هو الإ جنوح نحو الضبابية الرمادية المعتمة، إن هناك الكثير من (الثعبانيين) الذين يمتهنون السكنى في الأنابيب والسراديب والأمكنة المظلمة والجحور والتي أجزم أنهم بهذا الفعل يشبهون (المهلوسين) أو (المخدرين) الذين لا يعون مايفعلون ويدل قطعيا على جهل مطبق بأصول المنهج الحياتي لهؤلاء الذين يملكون فجاجة الرأي وترويج الفذلكة.
إن هؤلاء (الثعبانيين) يكونون أزمة حقيقية عندما يصبح الطرح والشرح والفعل والإصدار والعمل عندهم عبارة عن تعويذة لاستحضار الأرواح أو الجن مشفوعة بطلاسم عويصة وأحاجي وعبارات غامضة ومبهمة لا تدعو إلا إلى الأغماء أو الغثيان، إن السفسطة والتقعر والتهويمات التي يمارسونها سوف لن تجلب لهم سوى الجنون ورياح السموم والخماسين الحارقة لأن أفعالهم ماهي إلا أشياء تشبه السحر الأسود وإفرازات غير بريئة وغير عفوية ويجانبها الصواب في غالب الأحيان.
إن هؤلاء (الثعبانيين) يوظفون بعناية وأسلوب رخيص خطاباتهم بشيء من الشر معبأ بالضغينة المتخفية لإشباع رغباتهم الروحية والمعنوية، إن العمل والإنجاز والابتكار والاختراع والتفقه في شؤون الحياة لايتكلم عنه هؤلاء لأنه عندهم غائب في سراديب معتقداتهم ولأنه أصلا غير موجود وغير محسوس البتة، إن الالتباس والغموض في برامج البهت لديهم تحتم علينا أن نتفق على أنهم لايملكون أحلاما وهواجس لها نواة دلالية قطعية تتمحور حولها أفكارهم الخطيرة حيث يرتضون لأنفسهم الزحف الماكر غير الصادر من اللب ومن القلب.
إن (الثعبانيين) يملكون أشياء سردية غير ناضجة وغير نظرة وبها سم منقوع لأنهم يتحركون بحاجة ومن دون حاجة إلى توظيف البهتان في برامجهم الحياتية بصورة تخفي عن كثير من الآخرين.
إن المتأمل لهؤلاء سيجد بأنهم حمقى يبحثون دوما عن ضالتهم لطلاق أفعالهم الرديئة، أفعال التهريج والقيح والانحطاط، إنني أشعر بالأسى حيال هؤلاء (الثعبانيين) وأنا أراقبهم بقرف لتواجدهم المريب في زوايا حياتنا لا لشيء سوى أنهم يبيعون الكلام الأصفر المزيف الذي يخادع الوعي ويغتال النمو والاستطالة ويقضي على ذائقة الوجود والإنسان.
إن هذا هو مايدعوني إلى أن أقول أيها الناس إياكم وهؤلاء (الثعبانيون) المسوخ الذين يحاولون نفث سمومهم بطرق جديدة مبتكرة ومتلونة.