كثير من البرامج الحوارية التي تبثها محطات التلفاز الفضائية لا تعدوا عن كونها «صراخاً بين المتحاورين» أو إظهار البراعة من قبل المتحاورين في إبراز خلافاتهما التي لا تخرج عن ترديد لمواقف فكرية وبعضها أصبح طائفياً صرفاً أو عنصرياً فجاً.

إلا أن التعميم في وصف البرامج الحوارية التلفزيونية يُعد إجحافاً إذا ما عممنا؛ فهناك برامج تشدك وتجعلك تتابعها حتى آخر دقيقة في وقتها.

من بين البرامج الذي أنتظرها وأحاول أن أتفرغ لمتابعتها «برنامج واجه الصحافة» من تقديم الزميل داود الشريان، وهذا البرنامج الذي قد يحبه البعض لأنه اقترب من مصالحهم الخاصة، أُعده الآن من أفضل البرامج التي تقترب من هموم الناس وتناقش قضاياهم بأقرب ما يكون للعملية والنقاش الهادئ دون تشنج مع حرص مقدمه والمشاركين على تقديم حلول للإشكاليات التي يستعرضونها.

آخر حلقتين للبرنامج، تناولتا قضيتين من أهم وأخطر ما يواجهه المجتمع السعودي، وهما قضية تأمين الخدمات الصحية للمواطنين، والقصور الذي يعتري نظام التأمين الصحي. فيما تناولت الحلقة الأخيرة للبرنامج الذي بث مساء الجمعة الماضي مناقشة موضوع البطالة في المملكة العربية السعودية.

ورغم قصر الوقت إلا أن الحلقتين حفلتا بالعديد من النقاط التي تحتاج الإفاضة والشرح والتوضيح، فقد تناولت مواضيع تهم المجتمع جداً كما أن النقاش لم يغفل تقديم الحلول التي تلامس بشكر مباشر الموضوع، وربما لا يستطيع المُحاور أن يتوسع في توضيح ما يقدمه من اقتراح لضيق الوقت إلا أن طرح المواضيع بمثل هذه الشفافية والموضوعية وما يتضمنها من اقتراحات تتطلب من المسؤولين أن يعيدوا مشاهدة تلك الحلقات ولعدة مرات لاستنباط حلول وللاستفادة مما يطرح فيها من آراء ودراسات، حتى الأسئلة والأجوبة إذ إن كل ما طرح يهم المواطن والمواطنين.