|
الجزيرة- عبد الله البراك
أكد خادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ان مؤتمرالاستثمار الخليجي الإفريقي 2010 يأتي انعقاده في ظروف اقتصادية عالمية بالغة التعقيد لكونه يناقش سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الإفريقية جنوب الصحراء الصديقة بهدف فتح مجالات أوسع وأرحب أمام زيادة التبادل التجاري وحجم وقيمة الاستثمارات بين الكتلتين الجارتين اللتين تربطهما أوثق عرى الصداقة وأواصر الجوار الجغرافي منذ فجر التاريخ.
كما أن أهمية هذا المؤتمر أيضا تكمن في أنه يسعى لإيجاد شراكة فعلية بين دول الجانبين وتحقيق رفاهية الشعوب وتساعد على إيجاد تنمية شاملة على أرض الواقع في مختلف المجالات. وجاء في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التجارة عبد الله احمد زينل اثناء افتتاح فعاليات المؤتمرلا يخفى الحضور: منا المكانة التي تحظى بها القارة الإفريقية، حيث أصبحت محط أنظار المستثمرين من مختلف دول العالم، باعتبارها أسواقا تقليدية، ومجالا واعدا لمختلف المنتجات، وخاصة منتجات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تتميز تلك الأسواق بالمساحة الواسعة، وبالحجم الكبير من العملاء المرتقبين. ونتيجة لذلك، فقد بات الكثيرون يتطلعون إلى الفرص المتاحة في الدول الإفريقية، ومن ذلك دول الخليج العربية حيث تعتبر إفريقيا أكثر جاذبية نظرا لقربها الجغرافي ولمقوماتها الزراعية الجاذبة للاستثمار، ولا شك أن التعاون في هذا الجانب سيؤدي إلى سد احتياجات أسواق دول الخليج العربية بالمنتجات الزراعية الإفريقية، واستفادة المنتجين الأفارقة من المكاسب التي سوف تعزز تدفق الاستثمارات الخليجية على المناطق الريفية في تلك الدول، وما يصاحب ذلك من تنمية لتلك المناطق.
ولقد لاحظنا زيادة الاستثمارات الخليجية في المناطق الشمالية من إفريقيا ومنطقة جنوب الصحراء الإفريقية، الأمر الذي دفع الكثير من الشركات الغذائية في دول الخليج العربية إلى تحويل اهتماماتها على نحو متزايد نحو حوض البحر الأحمر في محاولة منها لتوسيع نطاق عملياتها وتأمين خطوط التوريد، وكذلك للاستفادة من الأسواق الإفريقية الكبيرة التي تتمتع بالنمو السريع. لذا، فإني ومن خلال هذا المنبر أدعو رجال الأعمال في دول الخليج العربية للدخول في شراكات حقيقية مع نظرائهم من رجال الأعمال في الدول الإفريقية، وأن تحظى مثل هذه الشراكات برعاية واهتمام الدول المعنية لتسهيل الإجراءات بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين.
وقال مخاطبا الحضور: ترتبط المملكة العربية السعودية بعلاقات متميزة مع معظم الدول الإفريقية منذ القدم ويتضح ذلك جليا من خلال مستوى النشاط التمويلي للصندوق السعودي للتنمية، وقد كان للدول الإفريقية فيه النصيب الأكبر من المساحة الكبيرة التي يقوم الصندوق بتغطيتها في مختلف المجالات حيث استفادت من الصندوق (43) دولة افريقية وبلغ إجمالي عدد المشاريع (262) مشروعا.
ومن البرامج الأخرى التي توطد علاقات المملكة بدول إفريقيا المبادرة الحديثة التي أمرنا بها للاستثمار الزراعي خارج المملكة، حيث تعتبر الدول الإفريقية ذات الأولوية في هذا الجانب، وقد بادر القطاع الخاص في المملكة فعلاً بالاستثمار في إثيوبيا، وهناك العديد من الدول الإفريقية الأخرى التي يجري العمل حاليا على دراسة فرص الاستثمار الزراعي فيها لنصل جميعاً إلى الهدف المنشود وهو رفاهية الإنسان وسعادته أينما كان وإبعاد شبح المجاعات والحروب والأمراض والأوبئة عن أوطاننا وشعوبنا.
وتمنى خادم الحرمين في ختام كلمته التوفيق والسداد للمؤتمر وأن يحقق الآمال المرجوة منه وكان حفل الافتتاح للمؤتمر قد بدأ بآيات من الذكر الحكيم ثم ألقى رئيس مجلس الغرف السعودية صالح كامل كلمة نوه فيها بالرعاية السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للمؤتمر وحرصه على نجاح أعماله وتحقيق أهدافه خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي ضربت اقتصاديات العالم وأثرت على دول وشعوب عديدة.
ودعا كامل إلى ضرورة تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية خاصة في ظل تخلصها من براثن الاستعمار والتبعية وحرصها على مد جسور التعاون مع جيرانها ومن بينها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى.
ولفت رئيس مجلس الغرف السعودية النظر إلى أن وفودا خليجية باتت تجوب مختلف الدول الإفريقية في مسعى منها لبحث فرص التعاون والاستثمار المشترك وفقا لتوجيهات قادة المجلس الحريصين على تعزيز تعاونهم الاقتصادي والتجاري مع دول القارة السمراء.
من جانبه عبر فخامة رئيس جمهورية موزمبيق ارماندو ايميليو جويبوزا في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر باسمه وباسم الرؤساء والمسئولين المشاركين بمعرض الاستثمار عن جزيل شكرهم وتقديرهم للقائمين على المؤتمر والتسهيلات التي قدمت لإنجاح أعماله، مشيرا إلى أن المؤتمر يقدم فرصا كبيرة للالتقاء بأصدقاء يهدفون إلى بناء الشراكات المستقبلية.
وعبر عن تقديره التام للرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحرصه على تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون والقارة الإفريقية متمنيا له موفور الصحة والشفاء العاجل. وثمن الرئيس الموزمبيقي مبادرة خادم الحرمين الشريفين وتخصيصه حفظه الله مليار دولار في صندوق خاص لمكافحة الفقر في القارة الإفريقية وحرص مجموعة البنك الإسلامي ومقره محافظة جدة على تنفيذ العديد من المشروعات الإنمائية في دول القارة الإفريقية. وأشاد الرئيس جويبوزا في كلمته بالجهود التي بذلت لإنجاح فعاليات المؤتمر والحرص على تعزيز فرص الاستثمار المتاحة والقابلة للتعاون المشترك بين الكتلتين الخليجية والإفريقية والعمل في كل ما من شأنه بناء المجتمعات القائمة على المعرفة والتعاون البناء الذي يعود بنفعه لصالح الجانبين.
وأكد على أهمية تعزيز دور الصناديق السيادية والاستثمارية الخليجية في استغلال الفرص المتاحة بدول القارة السمراء.
وكانت قد أقيمت اربع ورش عمل منذ صباح امس شارك فيها كل من وزير الا قتصاد والتخطيط خالد القصيبي والدكتور جبارة الصريصري وزير النقل ووزير التجارة والصناعة عبد الله احمد زينل والدكتور حمد البازعي نائب وزير المالية السعودي، وأحمد راشد الهارون وزير التجارة والصناعه الكويتي والشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس الغرفة التجارية بقطر والدكتور سالم آل قظيع المستشار الا قتصادي للامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي والرئيس ارماندو ايميلو رئيس جمهورية موزامبيق والرئيس ايميلو كيباكي رئيس جمهورية كينيا والرئيس عبد الله واد رئيس جمهورية السنغال والرئيس الدكتور توماس بوني يايي رئيس جمهورية بنين وجون درماني مهاما نائي رئيس جمهورية غانا وسيتو مبيكو وزير مالية زامبيا نيابة عن الرئيس الزامبي ووزير التنمية الا قتصادية لجمهورية جنوب افريقيا ابراهيم باتو وعدد من المختصين في دول المجلس والدول الافريقية المشاركة وتطرقت هذه الورش الى آفاق التعاون المستقبلي وتعزيز مجالات التعاوت الشامل.