انطلقت في الأيام القليلة الماضية بعض قنوات الإف إم الإذاعية الجديدة التي حصلت على رخص للبث من قبل وزارة الثقافة والإعلام بعد أن اكتملت استعداداتها الفنية للتشغيل، وبعضها يبث بشكل رسمي وبعضها لا زال في المرحلة التجريبية. ولعله من المؤكد أن كثيراً من المستمعين والمتابعين للإذاعة كانوا في انتظار أن يتحرر سوق الإذاعة وأن يتم تنويع الخيارات أمامهم بعدما كان محتكراً من قبل شركة واحدة، وهذا التحرير سوف يمكن المستمع من اختيار ما يناسبه وفي أي وقت يرغبه.
في الأيام الماضية وأثناء قيادتي للسيارة أحاول أن أقلب بين تلك المحطات الإذاعية الجديدة للتعرف عليها، وما لحظته أنها جميعاً تركز على بث أغاني وموسيقي معظم فترات البث، وكأن المستمعين متعطشين فقط للأغاني، مغفلين أن هناك شريحة كبيرة من المستمعين تنتظر منها الشيء الكثير من البرامج والمنوعات بخلاف الأغاني والموسيقى.
وإن كان لي من رأي للقائمين على تلك الإذاعات الجديدة، أن تستثمر فرصة الحصول على الرخصة التي لم تأتيهم بالمجان، بأن لا يكون التركيز فقط على فئة الشباب المحب للأغاني، فهناك فرصة كبيرة لاستهداف شرائح كبيرة من المستمعين من خلال برامج منوعة (اقتصادية، اجتماعية، دينية، رياضية)، ولقاءات حوارية وأخبار متفرقة. كما لعله من المجدي استغلال فترات الذروة سواء في الصباح أو المساء التي يكون فيها عدد من قائدي المركبات في مركباتهم، من خلال استغلال البث الحي المباشر لمتابعة سير المرور والطرقات وتوجيه السائقين للبعد عن الزحمة والحوادث المرورية وهذا معمول به في معظم الدول المتقدمة، ولا يمنع من استغلال فترات التوقف في الإعلانات التجارية القصيرة.
خلاصة القول، إن النجاح لتلك المحطات الإذاعية الجديدة لن يتحقق فقط ببث الأغاني والموسيقى فالتنويع أمر هام ومطلب أساس.