أجمل التركيبات اللغوية المعبرة هي لغة الفلكيين، فليختلفوا في موسم المربعانية متى يبدأ ومتى ينتهي طالما ينقلوننا بشروحاتهم إلى آماد الطبيعة وطلائعها ومناخاتها ومنازلها ونباتاتها، وطيوفها وشتائها الكاذب وربيعها الهطال وشيحها ونفلها.., بكل مفردة في لغة وصفهم ترطب جفاف اللغة التي تطرق آذاننا وتدور في محاجر عيوننا...
أقوى الجسور ما كان من الحبر... فالكلمة وحدها التي تبقى وهي التي تشهد...
وأصدق الكلام ما يحمل دلالاته.., ويعبر عن معناه،...
وأرقى النفوس ما تتسع للنفوس...
وأوفى الناس من لم يغمط حق الناس..
وأطيب القلوب ما تخلو من الحسد...
وأذكى العقول ما تتغافل عن الجهالة...
وأسمى الأخلاق ما يُكظم بها الغيظ...
والأشد تواضعا الأعلى وهو يخفض جناحيه..
والأكثر علماً من إذا جالس الجهلة صمت...
والأنقى سريرة من لا يحمل غشاً في قلبه لأحد...
والأكثر اعتذاراً الأوسع حلماً..
والأضعف حيلة الأعلى صوتاً..
والأمضى حجة الأولى حقاً...
والأضعف نفساً الأسوأ ظناً..
والأكثر ثقة الأصبر جأشاً...
والأضيق نظرة الأقل خبرة..
والأعمق إيماناً الأكثر رضاءً...
والأزهد فيما عند غيره الأقل حديثاً عنه...
الأجهل بنفسه الأجهل بالآخر..
الأشد مكراً الأكثر ابتساماً..
الأخلص عطاءً الأقدر كتماناً..
الأوسع أفقاً الأحرص نهلاً..
من: (مخطوط: جسر الحبر- 2009)