فاصلة:
(لا يمكن للبطل أن يكون بطلاً إلا في عالم بطولي)
حكمة عالمية
اليوم وفي عصر التكنولوجيا والفضائيات وشبكة الإنترنت سقطت ورقة التوت عما يخفيه الناس من عيوب وخطايا.
إذا أُعجبت بكاتب أو شاعر فعليك أن تحذر أن تلتقيه في مكان ما، أو أن تصادقه لأنك ستكتشف إلى أي مدى هو منافق وكل ما يكتبه من وعظ هو أحوج الناس إليه، والشاعر الذي طالما رددت أبيات شعره هو أبعد ما يكون عن العاطفة والمشاعر الصادقة.
أفضل ما يمكن أن تفعله مع المشاهير ألا تقابلهم أو تعيش معهم، فقط عش مع فنهم وإبداعهم.
لأنك تكون قد رسمت لهم في مخيلتك صورة تناسب إبداعهم ولكنك لا تفطن إلى أن هذه الصورة ليست بالضرورة تتناسب مع شخصياتهم الحقيقية
الخيال في هذه الحالة أفضل من معايشة الواقع ،حتى لا تصطدم بحقيقة أن المبدعين هم بشر وليسوا منزّهين عن الأخطاء.
مشكلة الفنان أنه كمن يكون أمام جمهوره بالملابس الرسمية من خلال فنه لكنه في الواقع ليس دائما بملابسه الرسمية ولذلك يتفاجأ الكثير من إذا ما قابلوا من يعجبون بفنه فلا يجدونه قريبا من الصورة التي رسموها له في الخيال.
ولذلك يفقد بعض المشاهير الكثير من معجبيهم إذا ما ظهروا في مقابلة مباشرة عبر التلفاز حيث لا تكذب الكاميرا أبدا وحيث يظهر المبدع في مواجهة مع جمهوره في الرد على المكالمات الهاتفية.
بعض المبدعين انتبهوا إلى هذه النقطة مثل الفنانة فيروز والكاتبة غادة السمان حيث لم يظهروا مطلقا حسب ما أعرف في مقابلات تلفزيونية.
ربما لأنهم أرادوا أن يكونوا كما هم في خيالنا.
والبعض الآخر كان يغامر ويخفق في مواجهته مع جمهوره.
في الماضي لما لم تكن هناك مقابلات مباشرة في القنوات التلفزيونية كانت الكواليس تعج بالحوادث التي لا يكشفها المذيعون أو المخرجون إلا بعد وفاة الفنان لكن اليوم صارت المسلسلات التاريخية تقدِّم لنا الشخصيات وفق رؤية درامية، وتحولت رموز التاريخ إلى دمى يحركها المؤلف والمخرج دون أي اعتبار للتاريخ وحقائقه.
ولأن التاريخ قد غُيّب فالأولى أن تغيَّب رموزه حتى نراهم عبر مخيلتنا فقط.