في أحد المزادات العلنية بِيعتْ رسائل خاصة كتبها العالم المشهور ألبرت إنشتاين إلى صديقته الروسية، وكان يمكن لهذا الخبر أن يثير اهتماماً قوياً لدى المؤرخين الذين يريدون أن يعرفوا الجانب المجهول لعالم كبير.. لولا أن هذه الرسائل موجهة إلى سيدة روسية متهمة بأنها كانت تعمل لصالح المخابرات السوفيتية.
بدأت القصة المثيرة حين أعلنت صالة مزادات (ساوثبي) في نيويورك عن بيع 9 رسائل شخصية كتبها إنتشاين باللغة الألمانية.
إن إنتشاين عام 1945 كتب 9 رسائل حُبّ لصديقته مارغريتا، وليس هناك شك في صحة هذه الرسائل.
ففي سنة 1995 أي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي نشر بافل سودو وهو ضابط سابق في المخابرات السوفيتية كتاباً بعنوان: (مهام خاصة)، يقول فيه أن علماء حصلوا على معلومات مهمة وغاية في السرية حول القنبلة الذرية من قبل علماء غربيين في الأربعينيات والخمسينيات لدفعهم إلى كشف الأسرار الذرية.
ومن المعروف أن تياراً فكرياً قوياً كان يسود الجاليات العلمية في الغرب يدعو إلى مشاركة السوفيت بهذه الأسرار، لأن احتكار أمريكا وحدها للأسرار الذرية خطر على العالم، لإيمانهم بدوافع عقائدية بأن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا بتوازن قوى الرعب لدى المعسكرين العالميين.
وتقول دوائر المخابرات الغربية إن مارغريتا صديقة إنتشاين كانت عميلة سوفيتية منذ أجل طويل، وأنها كانت تعمل تحت إدارة نائب القنصل السوفيتي في نيويورك الذي كان على صلة بالعالم الذري أوبنهايمر الذي كان يدير مشروع القنبلة الذرية الأمريكية من بدايته حتى عام 1946م الذي يمكن أن يكون قد سرب أسراراً ذرية للاتحاد السوفيتي.
إذن: كما استنتج خبراء المخابرات الغربية أن المصدرين اللذين أشار لهما سودو بلاتيف في كتابه قد تم الكشف عنهما: إنتشاين الذي كشفته هذه الرسائل وأوبنهايمر الذي عرف مؤخراً أنه كان على صلة بالسوفيت.
ولكن آخرين يقولون إن الرسائل التي كان يرسلها إنتشاين لصديقته الروسية هي مجرد رسائل حُبّ ولا يمكن تحميلها أكثر مما تحتمل، ثم إن التشكيك بعلاقة إنتشاين بالسوفيت التي تؤكدها الرسائل -حسب زعم الأمريكان- هي محاولة من الأمريكان لتغطية فشلهم في معركة الأسرار الذرية مع المخابرات السوفيتية، فهي لا تريد أن تعترف بانحياز أكبر عالم فيزيائي في العصر الحديث إلى جانب الاتحاد السوفيتي.