|
يتطلع منتخب الكويت صاحب الرقم القياسي في الفوز باللقب برصيد تسع مرات إلى إضافة لقب آخر إلى سجله الرائع في كأس الخليج لكرة القدم عندما يواجه غريمه المنتخب السعودي في «قمة الخليج» بنهائي النسخة العشرين على أستاد 22 مايو في اليمن اليوم.
ويسدل الستار اليوم على منافسات البطولة التي انطلقت في 22 نوفمبر الماضي ومرت بدون حدوث مشاكل أمنية بعد التشكيك في قدرة اليمن على استضافة البطولة وتأمين المنتخبات المشاركة فيها وأيضا الجماهير المصاحبة لمنتخبات بلادها.
ووصلت البطولة إلى خط النهاية بمواجهة توقعها البعض بين الكويت والسعودية كما قال مساعد مدرب الكويت عبدالعزيز حمادة بعد مباراة المنتخبين في الدور الأول «إذ سارت الظروف إن شاء الله الكأس سينعاد البطل من نفس المجموعة التي نلعب فيها (الأولى)». والتقى المنتخبان في الدور الأول وشهدت المباراة إثارة كبيرة لكنها انتهت في النهاية بالتعادل بدون أهداف وأهدر المنتخب السعودي فرصة الفوز باللقاء عن طريق قائده محمد الشلهوب من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة.
ودائماً يحظى المنتخبان الكويتي صاحب الرقم القياسي والسعودي صاحب المركز الثاني بثلاث مرات بترشيحات قوية للوصول لنهائي البطولة والمنافسة على اللقب بغض النظر عن مستوى كل منهما قبل البطولة وأكد المنتخبان هذه التوقعات بأداء راق خلال مشوار البطولة.
وشق منتخب الكويت طريقه لنهائي البطولة بعد أن تصدر مجموعته الأولى برصيد سبع نقاط وافتتح مشواره بالفوز على قطر 1/صفر في الجولة الأولى ثم تعادل مع السعودية بدون أهداف وفاز على اليمن صاحب الأرض في الجولة الختامية 3/صفر.
وأطاحت الكويت بالمنتخب العراقي بطل آسيا وشريك السعودية في عدد مرات الفوز باللقب بثلاث مرات في الدور قبل النهائي بالفوز 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي بهدفين لكل منهما.
ويحتاج المنتخب الكويتي للفوز باللقب العاشر بعدما اشتاقت جماهيره للعودة إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ 12 عاماً وسيكون الفوز على السعودية والحصول على اللقب دفعة معنوية كبيرة لعودة الاستقرار للرياضة الكويتية بصفة عامة بعد الإيقاف الدولي المفروض عليها والابتعاد عن الساحة العالمية في الفترة الأخيرة.
وقال الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم «الحمد لله لأول مرة يمكننا من 12 سنة أن نصل لنهائي كأس الخليج.. أسأل الله تعالى أن يوفقنا (في النهائي) ودعواتكم يا أهل الكويت ويا محبي الأزرق». ويتقاسم المنتخبان الكويتي والسعودي لقب أقوى هجوم في البطولة حيث سجل كل منهما ستة أهداف حتى الآن واهتزت شباك الكويت مرتين بينما دخل مرمى السعودية هدف واحد.
ومن المنتظر أن يقود هجوم الكويت بدر المطوع الذي يتقاسم صدارة هدافي البطولة مع العراقي علاء عبد الزهرة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما على أن يعتمد مدربه الصربي جوران توجفيتش على التشكيلة التي خاض بها معظم مبارياته في البطولة وستكون تغييراته في أضيق الحدود.
وسيحتفظ الحارس نواف الخالدي بمكانه في التشكيلة الأساسية وسيقود مساعد ندا خط الدفاع وسيلعب جراح العتيقي في منتصف الملعب وغالباً سيعود وليد علي لمكانه في الجهة اليسرى على أن يترك الجهة اليمنى للجناح السريع المتألق فهد العنزي أحد أفضل لاعبي البطولة حتى الآن وصاحب هدف التعادل مع العراق في الدور قبل النهائي.
وقال ندا قائد الكويت: «رجالنا على قدر المسؤولية وإن شاء الله يكملوا المسيرة... نواف الخالدي تجاوز الحالة النفسية الصعبة (مع ناديه) التي كان يعيشها وحاليا هو أفضل حارس في خليجي 20». وأكد ندا أن زميله فهد العنزي لا يجيد اللعب فقط على الجناح الأيمن، بل يمكنه اللعب في الجناح الأيسر كما حدث في الشوط الأول أمام العراق وقال «بالعكس فهد يجيد اللعب في المركزين على اليمن واليسار... لعب وشكل خطورة من اليسار في الشوط الأول أمام العراق وأيضا شكل خطورة في الشوط الثاني من الناحية اليمنى». لكن لن تكون مهمة منتخب الكويت سهلة على الإطلاق في ظل مواجهة منتخب سعودي شاب جاء بتشكيلة يغيب عنها أكثر من عشرة لاعبين بارزين إذ سيحاول اللاعبون الحاليون التأكيد على أحقية عدد كبير منهم في المشاركة مع الفريق في كأس آسيا الشهر المقبل.
وهذا هي المرة الثانية على التوالي التي يخوض فيها المنتخب السعودي نهائي البطولة الخليجية لكنه خسر في نهائي النسخة الماضية أمام صاحب الأرض المنتخب العماني بركلات الترجيح 6-5 ويحلم هذه المرة بالتتويج باللقب للمرة الأولى منذ عام 2003م. ويحظي المنتخب السعودي ومدربه البرتغالي جوزيه بيسيرو بمساندة كبيرة خاصة بعد تأهله للمباراة النهائية سواء من جانب القيادات في الاتحاد السعودي الذي يرأسه الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز والجماهير الغفيرة التي زحفت خلفه إلى اليمن بعد الاطمئنان للحالة الأمنية.
وقال الأمير سلطان بن فهد: «ثقتنا فيهم لا حدود لها وعندما طلب بيسيرو المشاركة بهذه التشكيلة وافقنا تماما لأننا نثق في اختيارهم والمنتخب كان يحتاج إلى تجارب وفي المباريات الثلاث الأولى في خليجي 20 كانت هناك ملاحظات... والآن التجانس أصبح واضحا وبيسيرو عرف مستوى المنتخب الشاب بالإضافة إلى انسجام اللاعبين والمهارة العالية». وأضاف: «هناك ضغوط على المنتخبين الكويتي والسعودي.. أثق أن منتخبنا الشاب سيقدم مباراة قوية والنتيجة بحول الله في صالحنا وثقتنا كبيرة جداً وهم يتحملون المسؤولية بشكل ممتاز».
وخاض المنتخب السعودي طريقا صعبا لنهائي البطولة من المجموعة الأولى باحتلال المركز الثاني برصيد خمس نقاط بعد التغلب على المنتخب اليمني 4/صفر في افتتاح البطولة ثم تعادل مع الكويت وكان مهدداً بالخروج من الدور الأول لولا تسجيل حامد شامي لاعب منتخب قطر لهدف في مرماه عن طريق الخطأ في الثواني الأخيرة من المباراة ليتعادلا 1/1 في الجولة الثالثة. وتغلبت السعودية في قبل النهائي على الإمارات 1/صفر.
وقال بيسيرو عن مواجهة الكويت «المباراة ستكون صعبة جدا لكن لدينا الحضور والشخصية ولدينا الروح من أجل الفوز».
وسيكون الشلهوب واحداً من أهم أوراق بيسيرو الرابحة وسيتحمل مسؤولية قيادة اللاعبين الشبان في المباراة النهائية وقال: «وصلنا للنهائي بطموح اللاعبين ونحن على قلب رجل واحد.. هناك انضباط دائماً ما أتحدث عنه خارج الملعب وهو ما ينعكس داخل الملعب».
ومن المنتظر أن يعتمد مدرب السعودية بيسيرو على نفس طريقة اللعب التي خاض بها مبارياته السابقة على أن يستمر الحارس عساف القرني في التشكيلة الأساسية ومن أمامه دفاع محكم بقيادة راشد الرهيب وأسامة المولد ويتولى مهند عسيري دور المهاجم الصريح الوحيد بعد تألقه في تنفيذ تعليمات المدرب بشكل لافت على أن يمده بالكرات الثنائي الشلهوب وأحمد عباس صاحب هدف الفوز على الإمارات.
وثارت شكوك حول إمكانية غياب عسيري وعباس بداعي الإصابة لكن من المتوقع أن يلحق اللاعبان بالمباراة.
والتقى المنتخبان الكويتي والسعودي حتى الآن 18 مرة في تاريخ البطولة وفازت الكويت سبع مرات وتفوقت السعودية أربع مرات وتعادلا سبع مرات كان آخرها في الدور الأول بالبطولة الحالية. والتقى المنتخبان مرة واحدة في نهائي كأس الخليج عام 1974 وفازت الكويت آنذاك 4/صفر على السعودية.