إن الشاعر يفجر الكلمة ليجعل الصورة تسيل ماء زلالاً...لأنه ينقذ التصور من جفافه الاستدلالي» وتظهر حينها طبيعة الشاعر الذي هو مشاكس بطبعه وقادر على اقتحام أعمق الجوانب وبكل بساطة. ومن هنا يكون قد جمع بين الطبيعة الاستفهامية للفلسفة والتلقائية الشعرية التي تتناول الحياة بنفس هادئ ومتماوج وبروح جريئة وغير مهادنة تخرج بالتفاصيل من أعماق البحار وتلوّن الحياة بألوان جديدة وتسأل دون أن تعطي إجابة، كما هي الفلسفة التي تقول «إن الشعر كان هو الجدلية التي حركت السؤال الفلسفي» هذا إن كنا نتعامل مع شاعر يعي دوره ورؤية وجوده الفلسفي.
د. نايف الجهنيالشعر يعيش زخما وتضخما كبيرا ففي السيارة شعر وفي البيت شعر وفي القناة شعر، وبالتالي أنا متأكد أن الفترة الحالية لا أحد (يقعد) أمام القناة ولا حتى ربع ساعة في اليوم ولذلك (تروح) الأبيات الإبداعية أدراج الرياح، أما في الفترة السابقة فكان البيت الإبداعي والمحاورة الجيدة تنتشر انتشار النار في الهشيم لان الناس يرون في الشعر ملاذا لهم من هموم الحياة وصعوباتها. لذلك لو نحصي ما في كل قناة الآن من شعر إبداعي ومحاورات جيدة لوجدتها أكثر من الفترة السابقة ولكن من لديه الوقت ليراها أو يبحث عنها؟ أضف إلى ذلك أن المحاورات القديمة تعد على الأصابع أما الآن لدينا كل أسبوع حفلتان وعلى الرغم من ذلك نجتهد ونظهر بشعر حقيقي أو على الأقل بيتين أو ثلاثة جميلة وتستحق الانتشار، أضف إلى ذلك أن الجمهور تغير وأصبح في بعض الأحيان يطالب بالموال من القاف الأول.
إبراهيم الشيخي