القاهرة - الجزيرة - طه محمد :
شرعت وزارة الثقافة المصرية في تنفيذ مشروع قومي لتوثيق المأثورات الشعبية يطلق عليه مشروع «الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية للحفاظ على الهوية الثقافية العربية»، وذلك بعد موافقة وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم أخيراً بالدوحة، وإقرار مصر على هذا المشروع.
وقال حسام نصار، وكيل أول الوزارة للعلاقات الثقافية الخارجية، إن اختيار مصر لتوثيق مثل هذا المشروع يأتي لكونه تراثاً غير مادي جدير بالبحث والتوثيق، خاصة وأن وزارة الثقافة لها دور كبير في توثيق مثل هذا التراث.
وأضاف إن تبني مصر لمثل هذا المشروع العربي يأتي أيضاً في إطار دعوة وزراء الثقافة العرب الدول إلى مواصلة جهودها للحفاظ على المأثورات الشعبية والاستمرار في العمل على توثيقها وتسجيلها لوضع قاعدة بيانات عربية لها.
وفي هذا السياق فان بعض المؤسسات الثقافية بوزارة الثقافة نجحت في توثيق جانباً من الموروثات الشعبية، ومنها الزي التقليدي والاحتفالات والموسيقى الشعبية، والرقص الشعبي والحواديت وبعض المأثورات من التاريخ، بالإضافة إلى جمع نحو 2241 ساعة كمادة وثائقية، وكذلك جمع 572 ساعة، وأكثر من 13 ألف صورة فوتوغرافية لموضوعات المأثورات المختلفة.
وكان وزير الثقافة المصري قد وافق على تخصيص جزء من بيت الخرزاتي والمجاور لبيت السحيمى الأثريين بالجمالية في منطقة القاهرة التاريخية ليكون مقراً لإنشاء الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية.
ولفت نصار إلى أن مؤتمر المثقفين المصريين الذي سيعقد خلال شهر يناير المقبل سوف يناقش المشروع الذي تقدمت به مصر لوزراء الثقافة العرب، وهو موسوعة «مصر والحضارة.. التأثير والتأثر» ليكون دليلاً في إعداد رسالة مصر الثقافية إلى العالم.
وأوضح أن مصر طالبت خلال مؤتمر وزراء الثقافة العرب تحريك الاتفاقيات الثقافية العربية المجمدة بحيث تنال التنفيذ، وبما يدعم تعزيز تواجد الثقافة العربية في الخارج، «خاصة وأننا كعرب نجمع بين مرحلة ما قبل القومية وما بعدها، ومع ذلك لا تزال هناك صورة نمطية للعرب لم يتم تصحيحها، ما يتطلب تغييرها، وتعزيز مفاهيم التأثير والتأثر».
وقال نصار، والذي ترأس وفد بلاده في المؤتمر، إن مصر دعت إلى عقد مؤتمر استثنائي لمؤتمر وزراء الثقافة العرب، قبل القمة الثقافية العربية المرتقبة لتحديد محاور موضوعاتها لتخرج بنتائج إيجابية، على أن تركز القمة على محور «التواصل مع الآخر»، وهو ما سوف تناقشه اللجنة الدائمة للثقافة العربية مستقبلاً.
