فوز دولة قطر في تنظيم بطولة كأس العالم (2022) هو كسر للاحتكار الأوروبي والأمريكي الشمالي لتنظيم المسابقات الرياضية في العالم، بعد أن نجحت جنوب إفريقيا هذا العام، والبرازيل وروسيا وقطر في تنظيم كأس العالم حتى 2022، والذي اعتبره الرئيس الأمريكي (أوباما) خطأً، لأنَّ أمريكا سوف تُعزل عن التنظيم الرياضي وكذلك بريطانيا لأكثر من (12) سنة.
رياح التغيير في العالم تجاوزت الاحتكار السياسي في مجلس الأمن الذي ما زال يبعد الديمغرافيا والجغرافيا عن دائرته الهند بمليارها السكاني واليابان باقتصادها وألمانيا بصناعتها والبرازيل باقتصادها وسكانها، ليحتكر المجلس من كتب انتصاره الأخير في الحرب العالمية الثانية.
وفوز قطر في التنظيم يعيد الأنظار إلى الشرق الأوسط الذي لا يُنظر له إلا نفطاً وإرهاباً وحروباً مفتوحة.
هذا الشرق الذي كانت وما زالت أوروبا تنظر له حديقةً خلفيةً لمصالحها الاقتصادية وأطماعها السياسية، إذن كيف استطاعت قصر الدولة الصغيرة والواقعة على خليج عربي يموج بالأحداث والصراعات أن يقنع العالم بالتنظيم، وكيف استطعنا نحن المسلمين والعرب وأهل الخليج أن (نفلت) ولأول مرة من سيطرة ومحاصرة اللوبي الصهيوني ودون أن يتدخل أو يستغل هذه الظروف بأن يعرقل خطوات قطر في الفوز بالتنظيم على أمريكا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.. ولا تأتي التسريبات الإعلامية ثم الحملات التلفزيونية ووكالات الأنباء اليهودية تعلن أنها تسعى إلى إفشال وإسقاط قطر من الترشيح.. فهل العالم تغير أم أن إسرائيل انشغلت بمشكلاتها وحرائقها؟!
قطر عملت ومنذ زمن لإقناع العالم، وهذا الذي يجب أن يتعلمه العرب والدول الإسلامية في قدرتها على الإقناع من خلال العمل الجاد والحازم والاستعانة بالخبرات الدولية والتركيز وتحديد الأهداف.
هذه هي المحاور الرئيسة في الإدارة، تحديد الهدف والجدية في تحقيقه نجحت به قطر رياضياً وإعلامياً واقتصادياً، في حين عجزت عن تحقيقه دول عريقة تاريخياً وذات كثافة سكانية واقتصادياً قوية،
عجزت دول عربية وإسلامية في إقناع العالم، وهو الدرس الجديد الذي نتعلمه من قطر التي حققت حلم دول عديدة في شرقنا الأوسطي وخارجه في تنظيم كأس العالم الذي سيمنح قطر خطوات واسعة للنجاح الاقتصادي والثقافي وجعلها على الخارطة الإعلامية العالمية. فليس كافياً أن تكون دولة غنية بثرواتها أو سكانها حتى تحجز له مقعداً في الخريطة الإعلامية..
وما فعلته قطر وهي الدولة الصغيرة من حيث المساحة والسكان والاقتصاد يجعلنا في شرقنا العربي نعيد قراءة وترتيب الأولويات،
بأن يكون ملف قطر مقنعاً أكثر من أمريكا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في اختيار ملف قطر دون النظر للمساحة والسكان والموقع الجغرافي.
قطر عملت على الأرض بالمنشآت وعملت إعلامياً، جعلت أوباما الرئيس الأمريكي يشعر بخيبة الأمل من المجتمع الدولي.