قرأتُ في صحيفة الجزيرة بتاريخ 24-12-1431هـ مقالاً لمحمد بن عبد اللطيف آل الشيخ بعنوان (الحركيون والمرأة)، ولا يعنيني ما كُتب عن الإخوان المسلمين إلا أنه من باب إحقاق الحق فإن ما ذكره عن الأستاذ حسن البنا دليل عليه لا له؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء»، ففي هذا الحديث الصحيح يبيّن الرسول أن المرأة إذا لم تلتزم بالحجاب الشرعي والآداب الإسلامية فإنها تفتن الرجل، والله بدأ بالمرأة في آية الزنا فقال: ?الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ?، وفي السرقة بدأ بالرجل فقال: ?وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا?؛ إذن كلامك يا محمد آل الشيخ خطأ، والحق ضالة المؤمن أينما وجده فإنه أحق به.
وأما ما ذكرته عمن أسميته (بالهندي) أبي الأعلى المودودي فهو أولاً باكستاني وليس هندياً، ويبدو أن معلوماتك قديمة.
وما ذكره المودودي من أن أصل عمل المرأة في البيت، وأنها مربية الأجيال، فهذا بإجماع علماء المسلمين، من مختلف الفرق والمذاهب، قال الله تعالى: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ? بل هذا إجماع علماء التربية من مختلف الأمم والأديان والثقافات، ولكن إذا احتاجت للعمل خارج المنزل فإن ذلك جائز بلا خلاف شريطة أن تلتزم بالحجاب والآداب الشرعية.
ثم إن من أسميته بالهندي قد حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والمسلمين، فإما أن تكون الدولة مخطئة لما منحته الجائزة وإما أن تكون أنت الذي يتحامل على هذا العالم بدون وجه حق، والصواب: الثاني؛ لأن دولتنا - حفظها الله - لا تمنح هذه الجوائز إلا لمن يستحقها، وجائزة الملك فيصل جائزة عالمية معترف بها دولياً، فلا يعمينك تعصبك عن قبول الحق أياً كان مصدره وأياً كان قائله، وإذا كان هناك أخطاء عند المودودي أو غيره فليس هناك أحد معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نقدت بعض أفكار المودودي في أحد كتبي الذي قدمته للدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي بعمّان، المملكة الأردنية الهاشمية عام 2006، وطبع بمجلة المجمع الفقهي الدولي.
وقد قرأتُ لك مقالاً يوم الأحد الماضي 22-12-1431 بعنوان (الإسلام المنغلق والإسلام المستنير)، وهذه بدعة جديدة من بدعك، فالإسلام واحد، ولا نعلم إسلامَيْن، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت»، فأنت لم تستحِ من الله عندما أوردت هذا العنوان، ثم لم تستحِ من أسرتك وأن جدك الداعية والمجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأبوك الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ مدير المعاهد العلمية أيام عمك الشيخ محمد بن إبراهيم الذي كان مسؤولاً عن الكليات والمعاهد.
وأما ما ذكرته في ملحقك عما أسميته بالفضيحة المجلجلة في الكويت فقد استقيت معلوماتك من مصادر كاذبة، ولم تتثبت، وهذا ديدنك، فقد أثار المنافقون والمرتزقة والدهماء وبعض الذين يتبعون كل ناعق في بعض المواقع وبعض الفضائيات ما ذكرته، وقد بيّناه في وقته، ووقف معنا كثير من الناس، وأما وصفك لي بأني صاحب وجهين فيصدق عليك المثل القائل: «رمتني بدائها وانسلت»، فعندما رددت عليك يوم الأحد الماضي واتهمتك بالنَّيل من أجهزة الدولة وبالتوافق مع الإرهابيين في النيل من العلماء والتشويش عليهم لم تستطع الرد عليّ؛ لأنك صاحب وجهين، ولك باطن وظاهر، وتتمسح بالوطنية والحرص على المصلحة وأنت لست كذلك، فكيف تتكلم عن جدك الشيخ محمد ودعوته وأنت تطعن فيها ليل نهار؟ أليس كان من الواجب أن تموت خجلاً؟ لو كنتُ مكانك لشعرت بالخجل لأنك تعيش هذه الازدواجية الفظيعة، فأنت تريد أن تمدح دعوة جدك الشيخ لكن أقوالك وأفعالك تخالف ذلك.
وختاماً: أتحداك أن تظهر على قناة فضائية محاوراً لي وجهاً لوجه؛ لأنه ستنكشف ضحالة معلوماتك وعدم قدرتك على البيان والكلام.
د. محمد بن يحيى النجيمي