الجماهير الرياضية في المنطقة ستتحضر من الآن للعرس الكروي الدولي، وسكان السعودية والدول الخليجية هم الأكثر فرحا وسعادة مع متابعة أول فوز عربي بتنظيم كأس العالم لكرة القدم، فالبطولة ستكون على أرضهم للمرة الأولى.
الملف القطري كان منظماً ودقيقاً بحسب الخبراء والمتابعين، خطوات قطر نحو الاستضافة كانت بحق خطة علمية واقتصادية رياضية مدروسة. النجاح أو الإنجاز القطري، يستحق التهنئة، ولعل الدول الأخرى المجاورة والبعيدة تتعلم ماذا يمكن أن يحدث إذا كانت الأحلام تتجاوز حدود النجوم.
حالة من الجنون ونوبات البكاء من شدة الفرح اجتاحت القطريين بدءا من زيورخ وصولا إلى الدوحة، بعد أن فتح جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم المغلف الأبيض الكبير ليظهر اسم دولة قطر مضيفة مونديال 2022. تفوقت قطر على نفسها أولا، وتفوقت في المنافسة النهائية على الولايات المتحدة الأميركية بـ14صوتاً مقابل 8 أصوات.
في سوق المال القطري حذفت عمولات تداول الأسهم بداية الأسبوع ابتهاجا بهذا الإنجاز، وأنهت بورصة قطر تعاملات يوم استثنائي لما حققته من مكاسب قياسية بدعم من حالة تفاؤل عامة وأجواء إيجابية تتعلق بالنشاط الاقتصادي المتوقع استناداً للأموال التي ستنفقها الحكومة على البنية التحتية.
حجم الإنفاق القطري على البنية التحتية سيصل إلى 100 مليار دولار، تشمل شبكة طرق وسككا حديدية وتوفير نحو 95 ألف غرفة لاستقبال أكثر من نصف مليون زائر متوقع، وإنشاء مطار جديد وميناء إضافة إلى المنشآت الرياضية الحديثة.
وحجم النمو هذا العام يبلغ 11%، والنمو المتوقع للعام القادم سيصل إلى 21%، وسيتصاعد النمو مع إنشاء المشاريع العملاقة خلال الأحد عشر عاماً القادمة.
دول عربية حاولت سابقا تنظيم البطولة لكن لم تنجح، لأنها كانت تفكر بطريقة مختلفة عن الطريقة التي فكرت بها قطر، والتي انسجمت مع الظرف والوقت، ووضعت خططاً لمشاريع عملاقة وتكتيكات تقنية للتغلب على حرارة الأجواء عبر أنظمة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية.
الفوز القطري بتنظيم كأس العالم، يفتح نافذة للشعوب العربية، لترى العالم بشكل مختلف، العالم بمنظماته ليس لديه موقف من جنسيات الدول وانتمائها، لا وجود لعداوات مسبقة أو جاهزة، الفيصل هو العمل والدخول بتنظيم وتخطيط ودقة وطموح لحلبة المنافسة الدولية رياضيا أو اقتصاديا.