|
الجزيرة - خالد العيادة :
تمثل النُزل الريفية إحدى الواجهات السياحية المهمة التي تداعبها رغبات العديد من السياح خصوصاً السعوديين والخليجيين وخلال العشر سنوات الماضية ومع تعاظم الاهتمام بالسياحة حدثت قفزات كبيرة واكبت حركة السائح السعودي والخليجي حيث تضاعفت سياحة الأفراد مثلما تضاعفت سياحة الأسر وأصبحت الأسر السعودية والخليجية ترسم برامجها بالتوافق مع المواسم السياحية وهو ما حدا بهيئة السياحة والآثار إلى استنهاض كافة مواقع الجذب السياحي في مناطق المملكة المختلفة عبر باستوراث مشاريع سياحية جديدة متنوعة وتطوير المشاريع القائمة ضمن إستراتيجيتها في توطين السياحة الداخلية وتوفير الفرص الوطنية للشباب في المواقع السياحية بمختلف مناطق المملكة، إضافة إلى تحسين الوجه الحضاري الجاذب للمدن والأرياف في المملكة وتتمثل القواعد الأساسية الإستراتيجية لتسويق السياحة الوطنية التي تتبعها الهيئة في التركيز على تنمية السوق السياحية المحلية لتوزيع وتسويق المنتجات السياحية الجديدة والمتنوعة وكذلك تشجيع الأسعار الموسمية وإدخال الرحلات السياحية المحلية في برامج خطوط الطيران وكذلك تنويع الخيارات المتاحة وتحديثها بما يتلاءم مع مختلف الشرائح العمرية وتسهيل الوصول إلى المملكة للسياحة من خلال إجراءات ميسرة للحصول على التأشيرات السياحية
تحفيز الأنشطة التنموية في المجتمعات المحلية
وفيما يتعلق بالريف السعودي تقول هيئة السياحة إنها ستستثمره ضمن مشروع عملي متكامل فقامت بتوجيه الاستعدادات الاستثمارية تجاه حقل جديد من الحقول السياحية الواعدة وهو (النزل البيئية والاستراحات الريفية) ووضعت الهيئة تركيزها على أن يتفاعل الاستثمار في النزل البيئية والاستراحات الريفية مع الموارد المحيطة بالمواقع المرشحة بهدف تحفيز الأنشطة التنموية في المجتمعات المحلية القريبة من المشاريع الاستثمارية حيث تتدفق الإيرادات وتتحسن الفرص الوظيفية وأنهت الهيئة مؤخراً كافة المخططات الفنية مع أحد المستثمرين في مجال النزل الريفية لإنشاء أول نزل ريفي وسط مزرعة نخيل الخياط التي تقع وسط محافظة عنيزة إضافة إلى إقامة ثمانية نزل ريفية في مواقع مختلفة من المزرعة وكانت الهيئة قد بدأت بأول مشروع نموذجي لاستراحة ريفية في منطقة القصيم وذلك في أرياف مدينة بريدة الغربية حيث قدمت الهيئة الدعم الفني الكامل للمشروع من خلال إدارة التراخيص والجودة كما نظم جهاز السياحة بالقصيم أول رحلة سياحية تجريبية تحت اسم (ريفنا يستضيفنا) ويهدف من ذلك تنشيط السياحة الريفية والزراعية وتستهدف الهيئة بواسطة المستثمر تنمية ودعم المجتمع المحلي كعنصر أصيل في تكاليف المشروع.
وعن النزل البيئية ذكر المهندس أسامة الخلاوي نائب الرئيس المساعد لتطوير المواقع السياحية في الهيئة أن النزل البيئية هي اسم مستحدث لمنتج سياحي معتمد على عنصر الطبيعة تم فيه تنمية وإدارة النزل البيئية بشكل يتناسب مع مقومات البيئة والخصائص البيئية للمنطقة التي تحدد نوعية وملامح النزل المناسبة حيث يستفيد زوار النزل من معايشة التجربة البيئية المستمدة من المقومات الطبيعية للمنطقة إذ إن السكان المحليين بالمنطقة التي تحدد نوعية ملامح النزل المناسبة ويشكلون أهم مكونات البيئة المحلية كما أن خصائصهم وثقافتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم يعتبر من أهم مقومات السياحة البيئية الريفية وهو ما يمثل مصدر جذب سياحي إضافي، وتشكل الاستراحات والمزارع والنزل الريفية الخيار الأمثل للباحثين عن قضاء عطلة قصيرة خلال نهاية الأسبوع أو في الإجازات الصيفية بعيداً عن صخب المدن وتلوثها. وأضاف أنها تعد من الأنماط السياحية الحديثة في المملكة وأطراف المدن الرئيسة كما تشتمل المنتزهات والاستراحات المتخصصة في الحقول الزراعية بالطائف والقصيم والأحساء وجازان وغيرها كما تشمل النزل البيئية بين الغابات والمحميات في عسير والمدينة المنورة ونجران ويستطيع السائح أن يقضي عطلات لا تنسى في أجواء سياحية ممتعة.
أربعة أسواق سياحية
وتهدف إستراتيجية تسويق السياحة الوطنية إلى تنمية أربعة أسواق سياحية بالمملكة تتمثل في سوق السياحة المحلية وهي السوق التي وضعت الخطة التنفيذية الأولوية لها في التسويق والتي اعتبرت أن من أهم أهداف التسويق الموجهة نحو السوق المحلية خلال سنوات الخطة التنفيذية هو زيادة حجم سوق العطلات المحلية خلال فترة الخطة التنفيذية بمعدل لا يقل عن 20% كذلك اقتطاع حصة سياحية من سوق الوجهات الخارجية وزيادة سوق سياحة الأعمال وتسليط الضوء على سياحة الصحة والاستشفاء كما ركزت الخطة على تحقيق هذا المستوى من النمو في مواجهة المنافسة القوية المتوقعة من خلال التوسع الفعلي في ترويج المنتج السياحي في المملكة ليدرك المواطن حقيقة وجود تشكيلة واسعة من المنتجات السياحية المحلية الجاذبة بالإضافة إلى طرح عروض متكاملة في المملكة للعطلات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع بهدف التغلب على المنافسة المباشرة مع الوجهات الخارجية، كذلك عرض منتج العطلة في المملكة بصورة إيجابية تلائم رغبات المواطنين عن طريق تهيئة الوجهات السياحية للعائلات وتوفير الأماكن الترفيهية للعائلات والأطفال. أما السوق السياحية الثانية فهي أسواق دول المجلس والأسواق المجاورة التي أصبح التركيز فيها على السفر لغرض الإجازة والترفيه ورحلات التسوق مما جعل المستهدف هو زيادة حصة المملكة من هذه الأسواق والمحافظة عليها وزيادة فرص ومستوى الإنفاق لهذه الأسواق. أما السوق الأخيرة هي سوق سياحة الأعمال (MICE) (الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض) فهي ليست سوقاً رابحاً في الوقت الحالي إلا أن نمو السوق المحلية سيحقق فرصاً متزايدة للاستفادة من المرافق المتميزة للمؤتمرات والمعارض في المملكة وسيستفاد من المشاركين في هذه الفعاليات في إيجاد وسائل مختلفة لتحسين المنتج السياحي وتتميز سياحة الأعمال بكونها لا تتأثر بالموسمية أي ليس لها وقت محدد ولا تعتمد على المقومات الطبيعية بشكل كبير لذلك تبنت الهيئة إعداد إستراتيجية وطنية لتنمية هذا السوق ليصبح من أولويات المرحلة القادمة كما تعمل الهيئة على زيادة فعالية جهودها مع شركائها لترويج السياحة وإبراز المملكة بوصفها وجهة سياحية مميزة.