عند الحديث عن الوفاء وبذل المعروف الذي هو من شيم الكرماء يحلو السماع وبشوق لهذه الصفات والمآثر الكريمة وإلى المواقف المشرِّفة للرجال الذين يقدِّمون كل ما بوسعهم حتى ولو تحامل وقدم على نفسه - إيثاراً - لإسعاد الناس ومساندتهم، وعند الحديث عن التفاني والإخلاص مع ولاة الأمر والوطن والمواطنين، وعند الحديث عن التطور الذي تشهده مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ومعالمها البارزة - مركز الملك عبد العزيز التاريخي - دارة الملك عبد العزيز - منتزه وادي حنيفة - منتزه سلام - منتزه الثمامة - الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي حصلت على العديد من الجوائز العالمية... يتبادر للأذهان رمزها المحبوب الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - أمير منطقة الرياض الذي أمضى أكثر من خمسين عاماً في خدمتها، فبصماته تحكي الكثير من معالمها منذ أن كانت عبارة عن أحياء محدودة العدد حتى أصبحت الآن تمتاز بالعديد من الأحياء مكتملة الخدمات، علماً بأن هذا التميّز يندر في العواصم العربية والعالمية وذلك أن توجد كافة الخدمات والمستلزمات في حي واحد. أما في الدول الأخرى فتكون بعض الحاجيات في حي وبعض المستلزمات الأخرى في حي آخر أو تكون جميعها في مركز تجاري بعيد عن الأحياء السكنية! فهذا التميّز قد انفردت به عاصمة بلادنا الغالية (الرياض) حتى إن بقية المناطق حذت حذوها. فأصبح هذا التميّز شاملاً لجميع المناطق والمحافظات في المملكة. إن هذا الأمير الإنسان له أيادٍ بيضاء وأعمال إنسانية جليلة، وقد برز في مجالات متعدَّدة كان لها أبرز الأثر في جميع الأعمال التي يقوم بها والتي أضحت نبراساً في النجابة والتفوّق يشار لها بالبنان. وأذكر موقفاً رأيته أمامي يدل على مدى حرصه ومتابعته - في مجلس سموه العامر ولقائه مع المواطنين وهو يقرأ العرائض التي تُقدّم لسموه ويستمع إليهم ويناقشهم في سبيل تذليل الصعاب والمشكلات التي يواجهونها وإيجاد الحلول المناسبة لها وتحقيق الرغبات فقد صادف ذلك اليوم أنه ستُقام إحدى المناسبات الوطنية السنوية الكبيرة ويتحتم على سمو أمير منطقة الرياض حضورها فقد أزف الوقت والاستعداد لحضورها ولم يكمل سموه قراءة العرائض وعمل ما يلزم فأخبره أحد المنسوبين - يذكّره بتلك المناسبة فرد عليه سموه الكريم والابتسامة على محيَّاه وهو يومئ برأسه ويؤشّر على تلك العرائض وكأنه يقول لم أُكمل قراءة العرائض التي بين يدي والبت فيها، فاستمر على جلسته نفسها بكل ثقة وأريحية وبعدها غادر المكان بحفظ الله ورعايته لحضور تلك المناسبة. فلله درّك يا سلمان الخير والوفاء، فقد بارك الله لك في وقتك بمقابلة المواطنين وحضرت تلك المناسبة في وقتها وشاهدك الجميع على شاشة التلفاز ضمن الحضور بشخصيتك المهيبة. فمن خلال ما رأيته وسمعته كغيري من المواطنين عن هذا الأمير المتميّز وبما قدّمه ويقدّمه للوطن وللمواطن لدليل على وفائه. نرفع أكف الضراعة للمولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ سلمان الوفاء ويجزل له الحسنات بما قدَّمه للوطن وللمواطنين وحمداً لله على سلامته.
بدر بن عبد الكريم السعيد - الهيئة الملكية بالجبيل