هذا الزخم المتواصل من التهاني والبهرجة والاستبشار ومعانيها السامية بمناسبة تعيين سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير دولة وعضوا في مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني.. ليس غريباً على رجل نشأ وترعرع في مدرسة رجل الأمة ملك القلوب والإنسانية سيدي خادم الحرمين الشريفين.. المدرسة في كل شأن.. في الحنكة والسياسة وأخلاق ونبل الفرسان والبذل ومحبة الشعب والقرب منه.. وتأثر الأمير متعب بوالده العظيم كثيراً وهو الذي أثمر بتوفيق الله تعالى وعونه وفضله شخصية متكاملة متوازنة رضية فاعلة.. تميزت بالسمات الفذة والخصال الجليلة وأمة من القيم والمثل العليا والعمل والإنجاز.
أجل فقراءة لأقوال وأفعال الأمير متعب بن عبدالله كفيلة باستنباط دلالاتها العميقة.. فسموه أعطى لتنمية وطنه وبالخصوص الحرس الوطني كل نبضه وفكره وحسه الوطني وإيمانه وانتمائه.. حاملاً بين جوانحه خططه وسقيا ما أنبت ثم قطف الثمرة الطيبة المباركة من تلك الإنجازات الفريدة.. بمنهج سديد ورأي شديد وإلى الكيف دون الكم ليواكب الحرس الوطني المرحلة الآنية، ويستوعب المستقبل بكل أحداثه وتطوراته.. حيث أرى الحرس الوطني اليوم - مثلما يرى غيري - إشراقة مضيئة في جبين الوطن.. يجد الإنسان نفسه في هذه المؤسسة الحضارية المفخرة محاطاً بروافد تنموية جبارة من الصعب اختزالها في كلمات واختصارها في أسطر.. فالحرس الوطني اليوم يواكب معطيات العصر تسليحاً وتدريباً وتأهيلاً وحقق قفزات هائلة وتطورات كبيرة شملت جميع جوانب الخدمة الطبية والتعليمية الأكاديمية والعسكرية والإدارية والتربوية والثقافية وإثراء عملية التنمية في كافة المجالات وتحول الحرس الوطني خلال سنوات قليلة إلى شاهد من بين شواهد لا تعد ولا تحصى على اتساع رؤية وبصيرة القيادة الرشيدة.
لقد سعى الأمير متعب بن عبدالله بكل ما حباه الله من قدرة ورؤى على تحقيق التألق الحضاري المتميز للحرس الوطني بما يليق به حضوراً ونماءً وتطلعاً.. ويؤكد الأمير متعب بن عبدالله على أن خادم الحرمين الشريفين يمثل القائد والقدوة والموجّه الذي جعل من الحرس الوطني مؤسسة عسكرية حضارية شامخة، أسهمت بكل نجاح في تعزيز مسيرة البناء والتنمية التي تعيشها المملكة على جميع الأصعدة. كما ويؤكد الأمير متعب بن عبدالله أن صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز كان نعم الأب والموجه والمسؤول وكان لتوجيهاته الدائمة ومتابعته المستمرة أكبر الأثر في كل ما تحقق للحرس الوطني من تقدم وازدهار.
هنيئاً لسموه الكريم بأغلى ثقة.. وسأظل واثقاً أن الحرس الوطني سيظل على الدوام فخراً لقصة نجاح وطنية مذهلة ما دام في أمانة متعب بن عبدالله.. وهنيئاً لوطننا العزيز بمثل هذه المثل النبيل الرائع.. وكم أسأل الله أن يحفظ سموه ويسدده بتوفيقه وأن يبارك في جهوده وعمله لعظيم المسؤولية وحجم التبعات الملقاة على عاتقه.. وهو قادر بإذن الله على النجاح بشكل يفوق نجاحه الفريد في كل ما تدرج فيه من مناصب قيادية متعددة في هذا الصرح الحيوي.. كي يكمل مسيرة حرسنا الوطني بفكره المتقد وبما عرف عن سموه من قوة العزيمة وعلو الهمة، وما تميزتم به من حكمة وحنكة، وحذق وروية وتوقد الذهن وبعد نظر وسرعة الخاطر وشعاع الفطنة التي هي من سمات (القيادة الموفقة). وصدق الشاعر عندما قال:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
ولسنا هنا في حاجة للتدليل على حب سموه للعمل والعطاء فقد أصبح جزءاً من حياته ولكنها مشاعر فرح وسرور بالثقة الملكية الكريمة باختيار سموه رئيساً للحرس الوطني.
الأمير متعب بن عبدالله والحرس الوطني جانب ثري وغني للحديث.. وأعرف أن سموه لا يحب المديح ولا يهفو إليه، بل إنه يرفض الثناء على ما يقوم به من إنجازات مهمة.. ولكن هذه تحية من محب معجب يريد أن يعبر عن قناعاته وإعجابه وتقديره بهذه الشخصية الجليلة تداعت في نفسي بهذا الشكل، فرغبت في أن تصل كما جاءت.. فالحمد لله على فضله، ونسأله أن يحفظ لبلادنا أمنها وعزها ونماءها.
عقيد د. عبدالله بن إبراهيم المنيف
