|
الرياض - واس
نيابة عن نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رعى صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية مساء أمس حفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها الرابعة للعام 2010م، وذلك في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية. وكان في استقبال سمو نائب وزير الداخلية لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه وعدد من المسؤولين.
وبدئ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آي من القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بالجميع وحمد الله على نجاح العمليتين اللتين أجراهما خادم الحرمين الشريفين، داعيا الله أن يعيده سالما إلى شعبه ووطنه وأمته الإسلامية والعربية. وقال: ونحن نحتفل اليوم بتسليم جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه للفائزين بها، أوجه تحية إجلال واحترام إلى من تشرفت الجائزة بحمل اسمه الكريم، إلى من تبنى منذ عقد كامل جائزة عالمية للمياه، يرعاها مادياً ومعنوياً، جائزة لم يقصرها سموه على دولة أو منطقة، ولم يحدها بعرق أو دين أو معتقد بل فتحها على مصراعيها للباحثين المجدين من مشارق الأرض ومغاربها، تحية إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، متعه الله بالصحة والعافية وحفظه من كل شر ومكروه. وبارك سموه للفائزين جهدهم العلمي الذي يعمل على تخفيف آثار أزمة تهدد الماء الذي يعد شريان الحياة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد في التنافس الشريف من كل العلماء لتخفيف معاناة البشر، وحل مشكلة ما يمكن أن يطلق عليها «النكبة المائية». وأسف سموه لحجب جائزتي: الفرعين الأول والثاني مؤملاً أن تحقق أهداف الجائزة كافة بعد الانتهاء من إعداد الخطة الإستراتيجية الجديدة، وقال: «إننا نسعى إلى تطوير أساليب العمل في الجائزة إلى الأفضل خدمةً للبشرية وتحقيقاً لارتواء أفضل لأجيال قادمة لا ذنب لها فيما يهدر أويلوث أو ينهب». واستطرد سموه قائلاً: «تعودنا في كل مناسبة مائية أن ننتهز الفرصة لتبادل الآراء وتداول الأفكار، فاسمحوا لي أن أطرح عليكم ما يجول في نفسي من خواطر وهموم مائية، علها تكون حافزاً للعلماء والباحثين للإبداع والتطوير؛ ففي العام 2002 في حفلة الإعلان عن الجائزة تحدثت عن مصطلحات أربعة تحكم حصارها على كل قطرة ماء وهي: الندرة والتلوث والتصحر والصراع، مؤملاً في جهود البشر في إيقافها وتقليلها أو علاجها وتخفيف آثارها، واستعرضت وقتها عدة إحصائيات تفزع قارئها وتخيف مستمعها، ورجوت أن تحمل الأعوام التالية تفاؤلاً وتحسناً ولكن بعد الاطلاع على تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية للعام 2010 بعنوان: «المياه إدارة مستدامة لمورد متناقص» ثبت خلاف ذلك، فالندرة زادت والتلوث استشرى والتصحر اتسع وأضحى الصراع يطرق كل باب، وتجمع مجريات الأحداث أن منطقة الشرق الأوسط هي أكثر المناطق احتمالاً لتفجر الصراع المائي. ومضى سموه يقول: «من وجهة نظري، فإن الأزمة المائية في حقيقتها هي أزمة إدارة، فالمؤسسات مجزاة والسياسات غير وافية والنظم القانونية ضعيفة والتمويل غير كاف، والعجز واضح في الإدارة السياسية، والالتزام الدولي لمواجهة الدول المهددة للأمن المائي مفقود، وليس بالقدر، الذي تواجه به الدول المهددة للأمن والسلام الدوليين، والاستراتيجيات المتكاملة لإدارة مصادر المياه مختلة وغير فاعلة لافتقارها إلى الأدوات التي تفرضها». وأكد سموه قائلاً: إنه لا أمل لنا إلا في إصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية وتمويلية تتيح استخدام أكثر كفاءة للمياه العذبة وزيادة نسبة معالجة المياه وإعادة استخدامها وتأمين زراعي أكثر بكميات مياه أقل وتحقيق اختراق واسع في تكنولوجيا التحلية وتشجيع تطبيقات الطاقة الشمسية والتصدي لأزمة تدهور الأراضي وزوال الغابات وخسارة النظم البيئية والتصدي بحزم لمشكلة التلوث والتسعير العادل للمياه، فالمياه المجانية أو شبه المجانية هي مياه مهدرة. ومضى سموه إلى القول: إن إدارة الموارد المائية هي عمل دقيق ومهني، يوازن بين تلبية الطلب والمحافظة على استمرار الموارد، للإفادة منها في المستقبل من دون أن تعرض سلامة البيئة للخطر. فنقص المياه يؤدي إلى تخفيض الإنتاج الزراعي والحيواني، الذي يؤدي إلى تدني الأوضاع الصحية، الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من التدهور البيئي، الذي يقود إلى تقويض أجندة التنمية البشرية. حلقة مفرغة، لن نخرج منها إلا بإصلاحات مائية تتطلب قيادة جريئة واعية، وعملاً حازماً عادلاً من أجل مستقبل مائي مستدام مفعم بالأمل للأجيال الحالية والقادمة. وأبان أن الأمل معقود على الباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم ليقدموا لكوكبنا أفكاراً مبدعة وحلولاً ناجعة وخططاً واعية في ظل تشريعات ملزمة حازمة تساندها القوة الدولية والعسكرية إذا لزم الأمر. ونوّه بالجهود الدائبة في قطاع المياه للحكومة الرشيدة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية, وقال: إن المملكة أضحت تنعم بقدر كاف من المياه على الرغم من قلة مواردها السطحية والجوفية. وهنأ سموه في ختام كلمته الفائزين بالجائزة متمنياً لهم التوفيق, راجياً سموه أن يرى أبحاثهم موضع التنفيذ, كما دعاهم وغيرهم إلى بذل المزيد من الجهد والتنافس الشريف في موضوعات الجائزة بدورتها الخامسة بعد إعادة تقييمها. وشكر سموه القائمين على شؤون الجائزة الذين أسهموا لإنجاح أعمالها والتقدير لأعضاء مجلس الجائزة الذين لم يألوا جهداً في سبيل تحقيق آمال مستقبل مائي آمن.
بعدها شاهد الجميع فلماً وثائقياً عن الجائزة، ثم ألقى أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه والمشرف على مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالملك آل الشيخ كلمة أشاد فيها بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود للجائزة التي أصبحت محط تقدير العلماء والباحثين والمؤسسات العلمية في جميع أنحاء العالم ومثالاً يحتذى للرؤى الإنسانية الطموحة التي تسعى لتوفير عنصر الحياة الأهم وهو الماء. وقال: «إنّ الجائزة وضعت أهدافاً نبيلة وسعت لتحقيقها بكل الوسائل وشجعت الإبداع في مجالات المياه كافة».
عقب ذلك أعلن الدكتور آل الشيخ الفائزين بالجائزة، حيث فاز بجائزة الإبداع وقيمتها مليون ريال مناصفة فريقان من الباحثين ضم الفريق البحثي الأول كلاً من: الدكتور مارك زريدا، والدكتور دارين ديسيلتس من الولايات المتحدة الأمريكية، والفريق البحثي الثاني ضم كلاً من: الدكتور إيغانسوا رودريجس أيتورب من الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور أندريا رينالدو من إيطاليا. وفاز بجائزة الفرع الثالث وقيمتها 500 ألف ريال الدكتور بارت فان دير بروغن من بلجيكا، كما فاز بجائزة الفرع الرابع وقيمتها 500 ألف ريال الدكتور سورش سورشيان من الولايات المتحدة الأمريكية.
إثر ذلك تشرف الفائزون باستلام الجائزة من يدي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز.
حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسؤولين.