ربما لاحظ بعضكم، مثلما لاحظت، أن هناك بعض الإعلانات أو الأخبار التي تُنشر عن مزادات بيع ممتلكات بعض الجهات الحكومية، من سيارات وأجهزة وأثاث، وتكون الفترة الزمنية بين الخبر أو الإعلان.. وبين إقامة المزاد قصيرة جداً، لا تتيح لمن «يترزقون الله» أن يحضروا، أو أن يجهزوا أنفسهم بالمال للمشاركة في الشراء.
ومعروف أن هناك تجاراً كباراً للمزادات.. وتجاراً متوسطين.. وتجاراً صغاراً.. الكبار يبيعون للمتوسطين، وهؤلاء يبيعون للصغار.. ومن أقصدهم هم فئة صغار الصغار، الذين تفيدهم المائة ريال، وليسوا كالكبار المتكئين على أرباحٍ مضمونة دوماً.. وجدير بواضعي أنظمة المزادات، أن يراعوا تلك الشريحة، فيعلنوا قبل وقت كافٍ، ويحاولوا الوصول بإعلاناتهم إلى أكبر عدد منهم.. ثم في يوم المزاد، تكون الأولوية لهم، بشكل أو بآخر.. ولن أدَّعي هنا المعرفة التامة بالآليات التي يمكن أن تدعم أولئك «الضعوف»، لكنني لا أتصور أن هناك عوائق ستمنع المنظمين من دعمهم، إذا هم رغبوا ذلك.. أما إذا أرادوا غير ذلك، فلا أرى أي نظام سيردعهم، وهما تكمن المشكلة.
لقد أصبح من الصعب جداً على الباحث عن فرص صغيرة، أن يعمل في السوق اليوم.. فأنت إما أن يكون لديك رأسمال مناسب، أو تكون لك علاقات شخصية استثمارية، وإلا لن تستطيع العيشة والمعيشة.. ومن هنا، فإن مجالاً مثل المزادات سيكون باب رزقٍ، يجب ألا يُغلق في وجه الضعوف، وكل عام وأبواب الخير والصلاح مفتوحة لكم.