بناء الكيانات الدولية والمنظمات الإقليمية كلما كان متدرجاً وسلساً حقق الأهداف المرجوة بهدوء وروية، وأقام بنياناً من الصعب انهياره، عكس الكيانات والمنظمات التي تُنشأ لدوافع عاطفية وقتية سرعان ما تنطفئ؛ لينهار ذلك الكيان ويختفي.
وهنا تبرز عظمة وقيمة خطوات التأسيس لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي يتعملق الآن بوصفه منظمة إقليمية مهمة تشارك القلة من المنظمات التي أُقيمت لتبقى وتتعملق في كل عام؛ لتنافس الأقوى من مثيلاتها.
الروّاد المؤسسون كانوا يؤكدون في كل مناسبة أن «مجلس التعاون لدول الخليج العربية أُقيم ليبقى». هكذا كان يردد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ومثله كان يردد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبعدهما كل قادة دول المجلس الذين اعتبروا الحفاظ على بقاء مجلس التعاون والعمل على تقويته من خلال إضافات وإنجازات تنموية وحضارية واقتصادية ووحدوية أمراً مهماً جداً.
أمس أضاف قادة دول مجلس التعاون السنة الأولى بعد ثلاثة عقود من البناء والإضافات المتدرجة التي أنجزت هذه المنظمة الإقليمية، التي أصبحت إحدى الكيانات الدولية التي تؤخذ في الاعتبار عند وضع السياسات الدفاعية والأمنية والسياسية والاقتصادية، ليس للمنطقة فقط بل وللعالم أجمع.
العودة لأبوظبي التي شهدت إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبعد واحد وثلاثين عاماً، تُشكّل لأهل الخليج مناسبة جديرة بالاحتفال وحقن النفس بشحنات من الأمل والطموح بأن يضيف قادة دول مجلس التعاون الكثير من الطموحات التي يختزنها أهل الخليج العربي و الذين ينتظرون ذلك اليوم، الذي يصبح فيه إقليم الخليج العربي كياناً واحداً ضمن إطار فيدرالي أو حتى كونفدرالي، خاصة أن خطوات التأسيس والبنى الأساسية للكيان الواحد قد قطعت شوطاً واسعاً.
JAZPING: 9999