يعتقد الكثيرون في هذا الزمان بأنّ الوصول إلى السعادة شيء صعب المنال، إذ يربطونها بالمصالح والماديات وغيرهما، فالسعادة هي ملك لله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء من عباده بطريقة يقدرها، وهي موجودة في نفس الإنسان وليست في كلّ ما حولنا من جاه وأموال، وقد قرأت منذ فترة كتاباً اسمه (لا تحزن) للأخ الدكتور عائض القرني، وتعمّقت فيه جيّداً وأرغب أن يستفيد الجميع ممّا كتبه هذا الرجل الرائع والداعية المعروف عن السعادة ، فهيّا بنا (بعد الإذن منه) نقرأ ممّا ذكره بكتابه لعلّنا نستفيد:
- من أعظم أبواب السعادة دعاء الوالدين، فاغتنمه ببرّهما ليكون لك دعاؤهما حصناً حصيناً من كلّ مكروه.
- السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة.
- من السعادة الانتصار على العقبات ومغالبة الصعاب، فلذّة الظفر لا تعدلها لذّة وفرحة النجاح لا تساويها فرحة.
- إذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحبّ أن يعاملوك به، ولا تبخسهم أشياءهم ولا تضع من أقدارهم.
- السعادة ليست في الحسب ولا النسب ولا الذهب، وإنّما في الدين والعلم والأدب وبلوغ الأرب.
- أسعد عباد الله عند الله أبذلهم للمعروف يداً، وأكثرهم على الإخوان فضلاً، وأحسنهم على ذلك شكراً.
- إذا لم تسعد بساعتك الراهنة فلا تنتظر سعادةً سوف تطلّ عليك من الأفق، أو تنزل عليك من السماء.
- السعادة في التضحية وإنكار الذات، وبذل الندى وكف الأذى، والبعد عن الأنانية والاستئثار.
- لا تتوقّع سعادة أكبر مما أنت فيه فتخسر ما بين يديك، ولا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن.
- السعادة أن يكون مصحفك أنيسك، وعملك هوايتك، وبيتك صومعتك، وكنزك قناعتك.
- أربعة يجلبون السعادة : كتاب نافع، وابن بار، و زوجة محبوبة، وجليس صالح، وفي الله عوض عن الجميع.
- اسعد الآن فليس عندك عهد ببقائك، وليس لديك أمان من روعة الزمان، فلا تجعل الهمّ نقداً والسرور ديناً.
- السعادة: انجلاء الغمرات، وإزالة العداوات، وعمل الصالحات، والانتصار على الشهوات.
- السعيد لا يكون فاسقاً ولا مريضاً ولا مديناً ولا غريباً ولا حزيناً ولا سجيناً ولا مكروهاً.
- أرخص سعادة تباع في سوق العقلاء ترك ما لا يعني، وأغلى سلعة عند العالم أن تألف الناس ويألفوك.
- لا سعادة إلا إذا عشت حراً من كل سيطرة على جسمك وعقلك ووجدانك وخيالك لتكون عبداً لله وحده.
- السعيد من ينسى ما لا سبيل إلى إصلاحه، ومن يذكر إحسان الناس وينسى إساءتهم.
- سعيد من طال عمره وحسن عمله، وموفق من كثر ماله فكثر برّه، ومبارك من زاد علمه فزادت تقواه.
- السعيد من اعتبر بأمسه، ونظر لنفسه، وأعدّ لرمسه، وراقب الله في جهره وهمسه.
- السعادة هي أن تصل النفس إلى درجة كمالها، والفوز أن تجد ثمرة أعمالها، والحظ أن تخدمه الدنيا بإقبالها.
- من لم يسعد في بيته فلن يسعد في أي مكان، واعلم أنّ أنسب مكان لراحة النفس وهدوء البال، والبعد عن التكلّف هو بيتك.
- أتريد السعادة حقاً؟ لا تبحث عنها بعيداً، إنّها فيك، في تفكيرك المبدع، في خيالك الجميل، في إرادتك المتفائلة، في قلبك المشرق بالخير.
- السعادة عطر لا تستطيع أن ترشّه على من حولك دون أن تعلق بك قطرات منه.
- نفسك كالسائل الذي يلوّن الإناء، فإن كانت نفسك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال، وإن كانت ضيّقة متشائمة رأيت الشقاء والشرّ والقبح.
- إنّ من يؤخّر السعادة حتى يعود ابنه الغائب، ويبني بيته ويجد وظيفة تناسبه، إنّما هو مخدوع بالسراب ومغرور بأحلام اليقظة.
- السعادة : هي عدم الاهتمام وهجر التوقّعات، واطّراح التخويفات.
- من السعادة سلامة القلب من الأمراض العقدية كالشّك والسخط والاعتراض والريبة والشبهة والشهوة.
- كلّ العقلاء يسعون لجلب السعادة بالعلم أو بالمال أو بالجاه، وأسعدهم بها صاحب الإيمان لأنّ سعادته دائمة على كلّ حال حتى يلقى ربّه. وإذا أردنا معرفة مكوّنات السعادة فها هو الترمذي يروي عن الرسول صلى الله عليه وسلّم بأنّه قال: (من بات آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، حيزت له الدنيا بحذافيرها).
وهذا هو المفهوم العميق للسعادة التي يجدها الكثيرون ولكن لا يتحدثون عن ذلك.
قبل الختام: منذ أن سمعت عن الكتاب وددت شراءه، ولكن ظروف الحياة والانشغال والنسيان منعاني من ذلك، لكنّي مررت بتجربة صعبة جداً ووجدت الكتاب أمامي من أحد الزملاء فاستعرته منه وقرأته جيّداً وتمعّنت فيه، ولا أخفيكم أنّني فرحت وسعدت جداً وهذه ليست مجاملة للمؤلّف أو الكتاب لأنّ حالي انقلب حيث انفرجت كربتي وانقلبت حالتي من حزن إلى سعادة، وهذا كلّه بفضل وكرم من الله وقراءة القرآن ثم سعي المقرّبين منّي وتطبيق ما جاء في هذا الكتاب، ورأيت أنّ من واجبي نصيحة أقدّمها للجميع بأن يعودوا إلى الله سبحانه وتعالى ويداوموا على قراءة القرآن واتّباع سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ويقرؤوا كتاب الأخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن) لما فيه من كنوز كثيرة وبالمجان.
ختاماً: أسأل الله العلي القدير أن يتوب علينا ويغفر لنا وللمسلمين جميعاً ويثبّت قلوبنا على الدّين، وأدعو الله أن يطيل لنا بعمر الأخ الدكتور عائض القرني ويجزيه على هذا الكنز الذي قدّمه لنا ويوفّقه لنشر الإسلام والخير.
مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية مؤسسة الشتاء والصيف للتجارة والمقاولات -
kader7hr@hotmail.com