نقلة كبيرة للتعليم الجامعي وسط هذا الاهتمام الكبير بالتعليم العالي من لدن قيادتنا الحكيمة، وذلك بفضل الرعاية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أمد الله في عمره- الذي قاد بثاقب بصيرته تطوير التعليم الجامعي فأصدر أوامره الكريمة المتوالية لإنشاء عدد من الجامعات في مختلف المناطق والمحافظات، وفتح برامج الابتعاث لأعداد هائلة من الشباب للدراسة الجامعية بمختلف الجامعات العربية والأجنبية. وكانت الجامعات التي صدرت التوجيهات السامية بافتتاحها بعدد من المحافظات كانت خطورة جبارة ليكون في متناول طالب القرية والمدن المتوسطة يريح أسرهم ويساهم في الهجرة المعاكسة للمدن الرئيسية التي تشكو الزحام والضغط على الخدمات بسبب هجرة الطلاب وأسرهم التي تزداد سنوياً لها. وكانت جامعة شقراء التي تخدم أكثر من ست محافظات والتي قد بدأت بقيادة رجل أكاديمي يساعده عدد من الكوادر قبل عام تقريباً واستبشر مواطنو تلك المحافظات بهذه الجامعة متأملين أن تكون انطلاقتها قوية وسريعة بفضل دعم القيادة لهذه الجامعات الجديدة سيما بعد أن اعتمدت لها ميزانية كبيرة تناهز الأربعمائة مليون ريال في ميزانية هذا العام، وكانت بعض مبانيها في شقراء وبعض المحافظات توشك على الانتهاء بيد أن الجامعة على ما يبدو فضلت أن تسير سير السلحفاة رغم ما رصد لها من ملايين الريالات، وهذا واضح من وضعها الحالي من تناثر لمكاتب مسؤوليها وعدم اكتمال أجهزتها الإدارية في المقر وتأخرها في افتتاح كليات جديدة وأغلب إدارتها وإجراءاتها الإدارية لم تنفصل عن جامعة الملك سعود حتى الآن.
والمثير للغرابة أن الكليات بمدينة المقر (شقراء) جميعها مقار قديمة وتخصصات نظرية محدودة ليس عليها إقبال ولم تلبي الجامعة طموحات طلاب المحافظة بإيجاد كليات علمية كالطب والهندسة وغيرها، كما هو موجود في محافظات أخرى.
أملنا في وزارة التعليم العالي وفي مدير الجامعة الذي لا نشك في حرصه ومتابعته بالنهوض بالجامعة واختيار قيادات أكاديمية مرنة ومتخصصة لإدارة دفة الجامعة وتخليصها من بيروقراطية العمل الإداري وتعجيل وتيرة العمل فيها وتوفير التخصصات المطلوبة لسوق العمل والتنمية والتواصل مع المجتمع من خلال منابره الثقافية والأكاديمية والاجتماعية.