كان لهذه الأجهزة التي وضعت في شوارع الرياض وغيرها في بعض مدن المملكة لتعمل حسب اختصاصها قد كثر الكلام عنها في المجالس والاستراحات بين مؤيد ومعارض فما كان من أحد هذه الأجهزة إلا أن أوضح رأيه برسالة قال فيها..
من ساهر.. إلى من يقرأ رسالتي هذه التي فيها ما يسر وما لا يسر الخاطر..
بعد تقديم الدعاء لكم بالسلامة الدائمة..
أنتم تعلمون أنني قد حللت بين الجميع ضيفاً، وأرجو ألا أكون ضيفاً ثقيلاً على البعض خصوصاً إلى من يملكون مركبات بجميع أنواعها.. وموديلاتها.. وألوانها المختلفة.. قديمها.. وجديدها.. كبيرها وصغيرها.. مختلفة الشكل والأصناف ومصنعة في مختلف البلدان.. ولكنني فوجئت أن الأكثرية من قائدي هذه المركبات.. لا يعجبه العجب.. ولا الصيام في رجب.. فقد نظروا إليّ نظرة مؤسفة تنبئ عن الغل والحقد وغير مرغوب في وجودي بين أظهرهم.
ويعلم الله.. أنني لم أقم بواجبي الذي صُنعت وقدمت من أجله إلا لمصلحة الجميع.. جماعات وفرادى.. شيباً وشبابا.. حيث لم يتقيد الكثير ممن يقودون هذه المركبات من التعليمات التي تنشرها الجهات المختصة من إرشادات وتوجيهات.. وعيون مراقبة وصدور بيانات في جميع الأوقات. كل ذلك من أجل سلامة المركبة وسلامة قائدها وسلامة من يتنقلون بواسطتها من بلد إلى بلد ومن جهة إلى أخرى من شيوخ، وعجائز، ونساء، وأطفال. فكم توفي البعض، وتيتم الأطفال من مختلف الأعمار، وترملت النساء وحصل للكثير من المصائب ما لله به عليم. وما تشاهدونه بأنفسكم ما بين معاق ومكسور، وفي المستشفيات تجاوز العدد المحدود، ومن في بيته نائم طريح الفراش، ما بين مُقْعدٍ ومصاب بلا حراك.. ولا شك أن ما يصيب الإنسان هو بقضاء الله وقدره ومكتوب على خلقه وأنتم تقرؤون كتاب الله إذ يقول {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال أيضاً {وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}.. وكل ما يحصل من هذه الحوادث المرعبة والمفزعة للكل في آن واحد سببه ما يقترفه بعض سائقي هذه المركبات من سرعة جنونية وقطع للإشارات الضوئية والتحذيرية وتحدى للغير بأوضاع هستيرية في أكثر الشوارع المرئية تتعدى الحد المعقول وتشمئز منه العقول وترتجف منه القلوب وفي أراضي التشليح ما يندى له الجبين.. ويشمئز منه القلب الحزين.. وهي الشاهد على ما يحصل من بعض المتهورين هداهم الله أجمعين.. كل ذلك لعدم التقيد بالتعليمات النظامية.. والإرشادات التوجيهية التي تصدرها الجهات الرسمية والتي من شأنها المحافظة على سلامة الجميع.. فالمركبة وهي قد صنعت من نار وحديد بأسها شديد وخطرها إذا أسيء من قبل قائدها واضح بدون تحديد.. فهي بخلاف ذلك منقادة للكبير والصغير تنقل الكل بأمن وأمان وراحة واطمئنان إلى ما يقصدونه لجميع الأوطان على طرق سريعة ميسرة واضحة للعيان بشرط أن يكون من يتولى زمام أمرها ذا قلب رشيد ينظر إلى عواقب الأمور من قريب ومن بعيد والله يسهل على الجميع كل أمر شديد.
أنا أعمل «بعين واحدة» أؤدي واجبي بكل أمانة وإخلاص ولا أنحاز لشخص دون الآخر كل ذلك من أجل سلامتكم ومن تحملون معكم وتنبيهاًَ لكم عن كل ما يصيبكم من مكروه بإذن الله تعالى فأصابكم الملل والضجر بسبب خوفكم من تسجيل المخالفات التي ترهق جيوبكم وهي «المادية فقط» ولكن البعض لم يقدر من يواصل عمله سهراً بالليل وتعباً بالنهار حفاظاً على ألا يعترضكم أي سوء لكي تتجنبوا حوادث السرعة والتي كان من نتيجتها ذهاب للأنفس البريئة وتلف في المال والممتلكات.. والتي عمت وطمت ممن يتجاهل بقواعد النظام.. ولا يتأكد من صلاحية مركبته وما تحتاجه من فحص على الدوام.. فسجلات الحوادث التي تحصل في الطرق السريعة وفي داخل المدن في جميع أنحاء المملكة لدى إدارة المرور تشهد بذلك وترونه بأعينكم وثقوا أنني أحب للجميع الخير والسلامة ولا يصدر مني ما يكدر خاطركم إذا تبعتم النظام.. وسرتم بسلام.. فالسلامة في كل موضع هي رغبة الجميع.. هذا ما أردت التوضيح فيه عن طبيعة عملي.. ولكن هناك الكثير ممن كتب في الصحف والمجلات.. عن الإيجابيات والسلبيات وما أبدوه من ملاحظات وآراء واقتراحات عن رصد المخالفات المرورية. كل ذلك أتركه إلى الجهة التي أنتمي إليها ولعلها تدرس تلك الآراء والاقتراحات وتعلن النتيجة التي ترضي الجميع تعاوناً منها وتحقيقاً لرغبتهم.. دمتم سالمين.. وللنظام متبعين.. في كل وقت وحين.. والسلام عليكم أجمعين.
الرياض