سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على ما نشرته صحيفتكم في عددها رقم (13938) وتاريخ 20-12-1431هـ بعنوان: (مخالفات في الدعوة) بقلم الأستاذ سلمان بن محمد العمري، وأشكر الكاتب على حسن اختياره لهذا الموضوع الاجتماعي الذي يهم كل شرائح المجتمع عموماً، كما أشكره على حسن العرض والاتزان في الطرح وشمول الفكرة للموضوع، فقد أجاد وفقه الله في بيان غالب ما يقع فيه المدعوون من مخالفات في المناسبات الاجتماعية.
وإنني أوافق تمام الموافقة على كل ما ذكره، لأننا معشر النساء كذلك نعاني الأمرين من مثل هذه المخالفات، ولاسيما في مسألة التبذير والإسراف سواء أكان في أصناف الطعام وكميته، أم في المغالاة في اللباس والزينة والحلي ونحوه، والنظر بازدراء أو استهانة لمن لاتجاري مثل هذا التبذير إما لقلة ذات اليد، أو مخافة الله عز وجل أن يجعلها في زمرة إخوان الشياطين كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (27) سورة الإسراء، وبئست الأخوة والله!
كما أنه أصاب كبد الحقيقة عندما بين ما يفعله بعض الجاهلين بحق ذوي الأرحام فيصل من وصله ويقطع من قطعه، وهذا مكافئ وليس بواصل، فلن يصل لأجر الواصل لرحمه، والرحم معلقة بالعرش تقول (اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني) والله جل وعلا - يقول {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (23) سورة محمد، أعاذنا الله وإياكم من سوء المصير.
وإني لأدعو الأستاذ سلمان وغيره من المتخصصين والكتاب المنصفين أن يكثروا من أمثال هذا الطرح الاجتماعي الذي يلامس هموم المجتمع ويعدل من سلوكياته المخالفة للهدي النبوي، وكلنا ثقة بأنه سوف تؤتي ثمار هذا النصح التوجيه إن عاجلاً أو آجلاً.. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
د. ناهدة بنت عطالله الشمروخ -أستاذ الفقه المساعد في كلية الآداب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن