تعوَّدت أن يكون حبري صدى لمشاعري.. من مداد القلب هو، وممّا تراه العين لأكون بقدر الوفاء والصدق الذي أحب أن أكون به، وقد عاهدتُ نفسي عليه، وهناك ما أتوقف عنده اليوم لأتغنى به، ولأشرك السادة القراء بهذا المشهد الذي أبهج نفسي لأنقله لكم آنسة بمشاركتكم بهجتي.
لن أجامل وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، التي نظمت فعاليات اليوم العالمي للطفل، كذلك مركز الملك فهد الثقافي الذي استطاع أن يكون منصة للإبداع ومسرحاً للمناسبات على اختلاف ألوانها، وقد ضم بين جنباته ذاك المساء الساحر ما قدمه الطفل على مسرحه. سأكتب هنا عن الأطفال الذين شاركتهم احتفالهم بيوم الطفل، والذين تركوا فيه بما قدموا وتألقوا بصمة لن تُنسى وأثراً كبيراً في نفوس الحاضرين.
نشاطٌ نشِط مبهر شارك فيه أطفال العالم الذين وقفوا على المنصة بكل اللغات، يقدمون أنفسهم للحاضرين من آبائهم وأمهاتهم والأطفال الذين ارتدت وجوههم ملامح الفرح.
الطفل السعودي في هذا الحفل أدهش الحاضرين بما استطاع أن يقدم ويعبر.. الطفل الذي وقف بجرأة وحماس يقدم الحفل وينحّي الرجل الذي جاء يتحدث عنه في مسرحية معبرة للرائع فهد الحوشاني، فقد قدم الأطفال من الجنسين لوحات مسرحية مدهشة ومتقنة أمام حضور جميل وكثيف..
هذا الطفل أيضاً تمثل في فرق الكشافة التي أسهمت في تنظيم الحضور الذي ملأ القاعات من النساء والرجال..
لن أنسى تلك الحمامات البيضاء من الطفلات اللاتي احتفين بطفولتهن بحضور عائلاتهن في يوم أظن أنه لن تنساه هذه الذاكرة الطفولية البريئة.وقد كانت تلك العبارات التي رفعها الأطفال على اللوحات معبّرة كفاية؛ لتترك فينا ما نستطيع أن نقوم به، كل في موقعه: حق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي، حق الطفل في الراحة واللعب، حق الطفل في حمايته من العنف، وحقه في الحرية والتعبير.
يتبادر إلى الذهن سؤال: ما الحقوق المشروعة للطفل التي استطعنا أن نمنحها له في الوطن العربي ليتساوى بغيره من أطفال العالم؟
ماذا منحناه غير المال!.. هل خصصنا بما يكفي من أماكن آمنة وصحية للعبه؟ هل أهّلنا المدارس بما يكفي له؟ هل المكتبات الخاصة به تحظى بما تحظى به المكتبات في الغرب لنضمن توثيق صلته بالكتاب؟ هل نستمع إليه باهتمام ونتركه يعبّر عن آرائه بحرية؟ إنها وقفة رائعة من وزير الثقافة والإعلام الذي وقف يستمع ويجيب عن الأطفال الذين مارسوا دور الإعلاميين في الأسئلة وإجراء اللقاءات، وقد نالوا الوعد من الوزارة بمسرح خاص لهم كما حظوا قبل ذلك بقناة خاصة بهم ضمن باقة القنوات السعودية التي انطلقت، كل لها تخصصها.
تلك الليلة منحت الطفل المكان والوقت لنشاهد قدراته، ومنحتنا فيضاً من السعادة ونحن نشاهده يتألق ويتميز حين أُعطيت له الفرصة.
من آخر البحر:
المدينة التي لست فيها
لا تشرق شمسها
وفي سمائها تموت النجوم