|
حوار - المحرر التشكيلي :
الفنانة التشكيلية أمل سعود التي انطلقت أول تجاربها عبر اللوحة والألوان والكانفس (قماش الرسم) إلى تجربة الفن الرقمي وتوظيف برامج الرسم الحديثة للتعبير عن أفكارها وإيصال رسالتها الفنية إلى الآخرين حققت مؤخرا نجاحا كبيرا توج مسيرتها التي عانت فيها الكثير من ردود الفعل وعدم القناعة بجدوى هذا التوجه إضافة إلى ما تعرضت له من سرقة لإحدى لوحاتها أو الأخطاء التي صاحبت أحد الإصدارات بوضع اسم غير اسمها على لوحاتها كل هذا لم يكن عائقا بقدر ما كان يمثل حافزاً ومحفزاً نحو التحدي الجميل الذي نرى أول بوادر نجاح مستقبلها في تجربتها ما تحقق لمعرضها الأول في إمارة دبي في فندق اتلانتس حمل عنوان «فيلم صامت» بحضور كوكبة من المثقفين والإعلاميين المعروفين منهم الشيخ الوليد الابراهيم والإعلامي السعودي سليمان الهتلان والإعلامية البحرينية بروين حبيب وأيضاً مجموعة من المهتمين بالفنون وأصحاب صالات عرض فنية وعدد كبير جداً محبي الفن، تم في ليلة الافتتاح اقتناء 70 بالمائة من الأعمال لمؤسسات فنية معروفة مثل جاليري حوار من الرياض الذي قام باقتناء عدد كبير من أعمال الفنانة، أيضاً مؤسسة بارجيل للفنون من الشارقة التي قامت بالاقتناء وأيضاً عدد من جامعي الأعمال الفنية.
تميز المعرض كما تحدث عنه إلى الصفحة التشكيلية بالجزيرة أنه حظي بحضور كبير.. وتفاعل مميز، وقد أثارت أعمال الفنانة وتجربتها عددا كبيرا من النقاشات وعلامات الاستفهام كون التجربة مختلفة.
مضيفة أن الرسم الرقمي يعد جديداً على الساحة الفنية في دبي كما صرح عدد من المختصين أثناء زيارتهم للمعرض وعن أعمالها في المعرض قالت الفنانة أمل سعود إنها عرضت عددا من أعمالها التي نفذت منذ عام 2007 حتى عام 2010 تراوحت مواضيع الأعمال ما بين صور اجتماعية تحكي تغيرات مرت بها المجتمعات الخليجية كما في سلسلة لوحاتها المسماة عاصفة النفط أو كما في لوحة عصبية التي تصور نمط تفكير معين منتشر، أيضاً دارت الأفكار حول المرأة الخليجية ونمط حياتها المرتبط بعادات وإرث وفكر يتوارى خلف خصوصية المجتمع.
وتشير الفنانة أمل إلى أن ما أسعدها في هذا المعرض باعتباره الأول ما قيل عنه ووصفه بالمثير للجدل... تماماً كما كان وصفهم للمواضيع التي أثارتها اللوحات المعروضة والتي دارت حولها العديد من النقاشات ووجهات النظر المتباينة.
وتضيف إن الفنون الرقمية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكل ما يتعلق بالصورة الثابتة والمتحركة، ففن الرسم الرقمي يزدهر كثيرا بالإنتاج الفني, ويستخدم بشكل كبير في الأفلام الحديثة.
فهناك ما يسمى بالفن المفاهيمي وهو ما يعتمد عليه البناء الأساسي لأي فيلم من الأفلام التي يدخل بها الجانب الخيالي والمتطور, والرسام الرقمي هو من يقوم بوضع أساس الفيلم من تخيل للشخصيات ورسمها وتصميم الفيلم وتحديد المود المستخدم والألوان العامة. يستخدم الرسم الرقمي في التلفزيون وفي صناعة الألعاب التي تعتمد فكرتها وأساسها على الرسم الرقمي أيضاً, وكما يستخدم بهذه المجالات فهو يستخدم بالطريقة المتعارف عليها وهو رسم اللوحة التي تعلق على الجدار والتي تحمل إحساس الفنان وفكره..
وعن القواسم المشتركة بين قدراتها في الرسم والبرامج الرقمية قالت: إن القاسم المشترك هو إحساسي, فهو ما يدفعني لاستخدام هذا الأسلوب أو ذاك, فأنا أحاول أن أجدد بأساليبي وبطبيعة لوحاتي، أريد ألا تكون على ذات الوتيرة، فأنا أصاب بالملل بسرعة, فما بالك بالمتلقي, لكنني أحرص على أن تحمل جميعها طابعي الخاص وأسلوبي, وأسعد عندما يقول لي البعض أنهم عرفوا أن هذه اللوحة لي دون أن يقرؤوا اسمي عليها وحول افتقاد الفنان للإحساس المباشر بالعمل الفني خلال تعامله مع البرامج الحاسوبية قالت الفنانة أمل سعود: هي مسألة تعود لا أكثر, كل جديد ببدايته صادم، لكن الوقت كفيل بتغيير الكثير من القناعات والأحاسيس تماماً كما هو حاصل الآن في الكثير من نواحي حياتنا, استغنينا عن العديد من الوسائل التي اعتدنا عليها واستبدلناها بوسائل ديجيتال متطورة سهلت لنا العديد من نواحي حياتنا واختصرت الوقت والجهد أعلم أننا مجتمعات لا نقبل أن نتغير بسهولة وأتفهم ذلك, لكن ما لا أتفهمه هو محاولتنا أيضاً منع غيرنا من متابعة التطور برفضه وانتقاده وعدم الاعتراف به.
وعن تجربتها الأولى في مجال المعارض خارج الوطن قالت: الأمور أتت هكذا دون تخطيط، لم أكن أفكر بعمل معرض شخصي حتى سنة مضت عندما كنت في زيارة لأحد المعارض التشكيلية في دبي وبعد أن شاهدوا أعمالي اقترحوا علي أن أقيم معرضا شخصيا لديهم, وأكدوا لي أن هذا النوع من الفن سيلاقي الإقبال في دبي وقد وافقت وتم تحديد الوقت وبدأت الخطوات الفعلية لكنني انشغلت وقمت بتأجيل المعرض ثم فيما بعد عادت الفكرة تخطر على بالي في الوقت الذي كان أصحاب المعرض قاموا بتصفية نشاطهم وإغلاق المعرض والتوجه لنشاطات أخرى وكنت أنا وجهت الدعوة وقام المدعوون بحجز التذاكر وتوقيت إجازاتهم على موعد المعرض، لذلك قمت بالحجز في فندق أتلانتس وتنظيم معرضي بنفسي والقيام بكل التصاميم الخاصة به بوقت قياسي جداً ليس الأمر أنني فضلت دبي على مدينتي الرياض لكن التشجيع وطرح فكرة المعرض كان مصدرهم دبي وعن أن الفن الرقمي يؤخذ أنه مستنسخ من أصل غير مأمون الجانب قالت:
الأصل موجود لدي أنا فقط, أما النسخ المعروضة في موقعي فهي مجرد صور من العمل الأصلي بأحجام صغيرة ودقة منخفضة لا تفيد أحداً فعندما يحاول أي شخص طباعتها ستخرج له لوحة صغيرة لا تتجاوز حجم كف اليد بينما غالبية لوحاتي الأصلية يتجاوز حجمها المتر والنصف عرضاً وطولاً, وفي معرضي الأول عرضت من كل لوحة نسخة واحدة فقط يحصل عليها شخص واحد, لم أحب فكرة أن أطبع أكثر من نسخة من عملي فهذا سيفقدها خصوصيتها وسيفقد المقتني إحساسه بالتميز وبأنه الشخص الوحيد الذي يمتلك هذا العمل.