(أنا لا املك عصا موسى) بعد هذه الكلمات خيم صمت رهيب على ذلك الاجتماع بعد أن أعلن رئيسه بتعذر مقدرته السحرية على حل الأمور ومواجهة الصعاب، معلنا نهاية الجلسة بالانهزامية فخرج الجميع من الاجتماع والكل يمني نفسه ويبحث عن عصا يتكأ عليها لحل أموره ومواجهة مشكلاته.
* صحيح أننا لا نملك عصا موسى، ولا ملك سليمان، ولكننا نملك عالما جميلا اسمه ( القوة والطموح) خلق كل إنسان منا و في نفسه شعلة من قوة وطموح يحملها منذ ولادته إلى أن يحتضنه التراب وكل منا يحاول أن يحمي تلك الشعلة من ألا تنطفئ يضمها بين ذراعيه طوال ركضه في الحياة ويحميها بكلتا يديه لتشعره بقوته ويستدفئ بها إذا هبت عليه رياح الإحباط العاتية، وحاصرته أعاصير الكسل والفشل في الأيام الخالية غير أن البعض يظن أن النجاح وليد الحظ والصدف فقط، وهؤلاء لن يعرفوا النجاح ولو نزل بساحتهم. فالمعرفة هي القوة، وبمقدار ما لديك من المعرفة تكون قوياً ومبدعًا ومن ثم ناجحًا.
تراودني دائما قصة أبي محجن الثقفي - رضي الله عنه - ذلك الفارس الملثم الذي صال وجال في القادسية!
ذلك الفارس الذي كسر القيد حينما عرف أن له دورا في تحرير الأمة!
وأتخيل صوت البلقاء وهي تنادي أبا محجن.. أقبل أيها الفارس!
كل ما تحتاجه هو خطة، وخريطة، وشجاعة كافية لتتبع طريقك نحو حل المشكلات والوصول لقمم الإنجازات.
ولا تقل لا أقدر قبل أن تحاول ولا تقل لا أعرف قبل أن تتعلم ولا تقل مستحيل قبل أن تجرب.
إذا أردنا حقا أن نحرر أعمالنا بالإنجاز فلا بد من تكسير القيود التي تمنعنا..
قيود الإحباط واليأس..
قيود الجمود والسكون..
قيود احتكار الرأي وعدم تقبل الآخر..
قيود التنبؤ بالفشل قبل الإقدام على العمل..
إنها سلاسل من القيود المترابطة لابد من تكسيرها إذا أردنا الإنجاز..!
(ميدانكم الأول أنفسكم فإن قدرتم عليه كنتم على غيره اقدر وإن عجزتم عنه كنتم عن غيره أعجز (الإمام علي)!
مرة أخرى..
لا تقبل فكرة الفشل وأنت في طريقك المشرق..
أرفض وسوسة الشيطان لك أنك لا تًصلح أن تُصلح..
إياك والسماح لمشاعر اليأس أن تتسلل فتضعف عزمك..
وخذ زادك الرباني معك في الطريق: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.
فهل ستحطم قيودك؟
هناء أحمد العضيدان
الغاط