فاصلة:
((إنّ أي منظر طبيعي هو حالة نفسية))
حكمة سويسرية
هذا العام البرد جاء مبكرا في بريطانيا أوربما في العالم أجمع، مثَّلْنَا سكان الرياض كنا نفرح بشيء من البَرَد الأبيض إذا سقط لكن ماذا إذا وجدت الأرض مغطاة بالثلج؟ وماذا إذا مشيت بقدميك خائفا لئلا تزلق على الجليد؟
تنظر إلى كل ما حولك تجده مغطى باللون الأبيض... هذا البياض يشعل في ذاكرتك شيئاً من مناظر كنت تراها في صور أو مشاهد تلفزيونية لكنك أبدا لم تعشها.
أهل مانشستر معتادون على هذا الثلج لأنه لا يعتبر شيئاً قياساً بالمدن الأخرى، فمدارس الأطفال تترك لهم فرصة اللعب في ساحة المدرسة وأطفال المدارس يلهون برمي كرات الثلج على بعضهم البعض، والناس يمارسون حياتهم الطبيعية باستثناء السفر في الطرق السريعة، وتجد الأطفال في حدائق منزلهم يلعبون مع إخوتهم ووالديهم بكرات الثلج ويصنعون رجل الثلج.
بينما توجد مدن حولنا أقفلت عدداً من المدارس بها ووصل فيها الثلج حتى ارتفاع 35 سنتيمتراً فأقفلت الشوارع والمطارات.
البرد في بريطانيا مختلف لأن الشمس تغرب مبكرا ويسود الظلام حوالي الساعة الرابعة عصرا، الظلام المبكر يشعرك بالكآبة والخمول وتفتقد بالفعل نور الشمس.
البعض يستمتع بمنظر البياض والبعض الآخر يفكر في الاحتياطات اللازمة للاتّقاء من هذا البرد القارس وأخذ الاحتياطات اللازمة لعدم الانزلاق حينما تشرق الشمس فيذوب الثلج.
طبيعة الحياة هنا تختلف في تعايشنا مع البرد في بلادنا الصحراوية حتى مناطقنا في جنوب المملكة حين تأتيها الثلوج تختلف احتياطات الناس فيها للتعامل مع البرد وتساقط الثلوج.
إيقاع الحياة السريعة والاعتماد على النفس في تسيير أمور الحياة يجعلك تفكر كيف بالإمكان أن تتعايش مع ظروف الطبيعة المختلفة، فلا خدم يساعدونك ويعملون ما أنت مسئول عنه ولا سائق يحضر لك الطلبات التي تريدها إلى منزلك، أنت مع نفسك في مواجهة الطبيعة، وهذا في رأيي من أعظم الخبرات التي يكتسبها الإنسان في الغربة أن يعتمد على نفسه ويرمي الاتكالية خلف ظهره.