كلنا شاهد تلك الصور المؤثرة (التي نشرتها جريدة الجزيرة) أثناء مغادرة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- البلاد متوجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من العارض الصحي الذي ألم به مؤخراً، وكذا صور استقبال سمو ولي العهد عند عودته من إجازته، وكذلك صور الاستقبال لسمو أمير منطقة الرياض بعد عودته من الخارج سالماً معافى - بحمد الله- هذه الصور التي شاهدناها من خلال صفحات الجزيرة في أعدادها الماضية عكست بملامحها أروع ملاحم الإخاء بين هؤلاء القادة العظام الذين جمعتهم عاطفة الأخوة ولحمتها وأعباء حمل المسؤولية.
فلقد رأينا في هذه الصور من ملاحم ومؤشرات يندر مثيلها من خلال ما عكسته وفاضت به ملامح الوجوه من مشاعر لقادتنا -حفظهم الله- من حب واحترام لبعضهم البعض وتأثرات أمتزجت فيها كل تلك المشاعر في لوحة هي بمثابة ملحمة عبرت بكل تجلياتها عن هذا الرابط العظيم البليغ الذي اكتنزته قلوب هؤلاء القادة تجاه بعضهم البعض، فلقد رأينا سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو يستعد لمعانقة خادم الحرمين الشريفين على كرسيه وقد بدأت ملامح الأمير نايف متأثرة جراء عارض بسيط -بإذن الله- ألم بخادم الحرمين وهو يودعه في المطار ومن خلفه الأمير سلمان وتبدو على ملامحه -كما عكستها عدسة الجزيرة- التأثر في صورة جلية معبرة. إنها بالفعل ملامح تفيض بكل معاني الرحمة والاحترام والوفاء والولاء بين الإخوة قادة هذه البلاد المباركة.
صور لا تحتاج لشرح فهي تعبر عن ذاتها، صور تكرس الاطمئنان لدى المواطن على رباط الأخوة الوثيق بين قادة بلاده، وعلى استقرار الوطن، وتدحض افتراءات كل مغرض وحاقد يحاول أن ينال من حكومة هذه البلاد أو الإساءة إليها.
فمنذ تأسيس وتوحيد هذا الكيان بتوفيق الله على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهذا الوطن يبني أساسه على علاقة الأب الموحد مع أبنائه ومن بعده يستمر تكاتف الأبناء مع بعضهم البعض عبر ملحمة وطنية تنموية تتمدد كل يوم في كل شبر من هذا لوطن العزيز.
فاللهم أدم هذه المحبة بين قادتنا وزد في أعمارهم ورد خادم الحرمين الشريفين إلى وطنه ومواطنيه سالماً معافى مشافى آمين يا رب العالمين.
محمد بن سند الفهيدي الحربي- بريدة