نسمع كثيراً كلمة ديربي التي تُطلق على لقاء أي فريقين تجمعهما مدينة واحدة حتى وإن كانت الفوارق بينهما كبيرة، بل حتى وإن كانا على طرفي نقيض.. ولا شك أن مباريات الديربي شيقة ومثيرة وينشغل بها الوسط الرياضي أكثر من غيرها.. إلا أنه لا بد أن يحتفظ أي ديربي بالعوامل والأسباب التي خلقت المنافسة فيه وإلا فإنه يضعف تدريجياً كلما ضعفت العوامل التي صنعته.
ومن وجهة نظري فإن العامل الأساسي في صناعة الديربي هو التقارب الفني بين فريقين من مدينة واحدة ويسنده عوامل أخرى إما تاريخية (والتي تتغيّر بتغير الزمن) أو عامل الجماهير (والتي بطبيعة الحال تتكاثر في أندية البطولات وتنقص تدريجياً عند أي فريق يبتعد عنها).
وهذا يعني أن مباريات الديربي يكون طرفها الأول ثابتاً وهو الفريق المتميّز والطرف الثاني يكون متحركاً وهو من ينافسه في نفس المنطقة أو المدينة وذلك في حالة وجود أكثر من فريقين في مدينة واحدة.
لذلك من الطبيعي أن يتغيَّر طرفا مباريات الديربي إلا أن ذلك لا يكون في موسم أو موسمين وإنما خلال عقد أو عقدين من الزمان لأنه من الطبيعي أن يغيب البطل عن المنصات عدة سنوات لكن من غير الطبيعي أن يغيب أكثر من عقد من الزمن.. ولكل زمان دولة ورجال والفريق الذي يحقق البطولات هو من يستمر في ساحة المنافسة التي هي الميدان الذي تولد فيه أندية الديربي لأي مدينة.
وعلى سبيل المثال أين ديربي ريال مدريد وخيتافي؟ والذي خرج من ميدان المنافسة وأصبحنا لا نعرف إلا كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة.. وعلى الصعيد المحلي أين ديربي المنطقة الشرقية الاتفاق والنهضة؟ كما أننا في المنطقة الوسطى بدأنا من عدة سنوات نفتقد إثارة ديربي الهلال والنصر والذي بدأ يختفي تدريجياً نظراً لاتساع الفوارق الفنية بينهما.. ولعلي أتطرق لهذا الديربي أكثر من غيره وذلك كنموذج يثبت أن أندية الديربي تتغيّر بحيث يبقى صاحب البطولات ثابتاً وغيره متحرك.
فكلنا نتذكر كيف كان في فترة سابقة ديربي الرياض محصوراً بين الهلال والشباب بعدها تراجع الشباب عن المنافسة وتقدّم النصر، وذلك قبل رجوع الشباب إلى سابق عهده الجميل في السنين الأخيرة وتحقيقه للبطولات التي فرضته منافساً للهلال وأصبح لقاؤهما ممتعاً ومثيراً نظراً لتقاربهما الفني وهذا ما جعل بعض الرياضيين يطلقون على لقائهما لقب ديربي الرياض بعد أن بدأ يحتل مكان النصر الذي أصبحت مبارياته مع الهلال ديربياً جماهيرياً فقط.
من إيجابيات الديربيات إن صح التعبير أنها ترفع حدة المنافسة بين الأندية مما ينعكس على تطور اللعبة..
مع أمانينا ألا تتعدى هذه المنافسة حدودها وأن تبقى داخل الميدان لأنها في النهاية رياضة نستمتع بها ونصفق للمتميز ونبتسم للمتأخر لينهض فميدان التنافس مفتوح للجميع.
سليمان العجمي