حاوره - أحمد العجلان

عندما تذكر أسماء اللاعبين المبدعين في لعبة البلياردو والسنوكر، فلا بد من تذكر اسم النجم نايف الجعويني الذي فاز بعدد من الميداليات الخليجية والعربية وكذلك حصل على تصنيف عالمي مرتفع.. هذا النجم اختفى فجأة.. ونحن في (الجزيرة) فتشنا عنه ووجدناه فكان لنا هذا الحوار معه.. فإليكم:

* نايف الجعويني لاعب بلياردو وسنوكر مميز لم نعد نسمع عنك في المشاركات الدولية أين أنت؟!

- الحقيقة أنا تعرضت لمضايقات كثيرة جدا مما جعلني أبتعد عن اللعبة، فبعد تحقيق ذهب الخليج ومن ثم برونزية العرب ومن قبلها ذهب العرب ومركز متقدم ببطولة العالم للمحترفين، وبناء على ما وصلت إليه بحمد الله من تجربة وخبرة رأيت كما رأى جلّ لاعبي المنتخب أن طريقة التدريب والمعسكرات والإعداد الفني والنفسي للاعب السعودي بدأت تتدهور؛ بسبب كثير من المشكلات الإدارية والوعود غير الصادقة من إدارة الاتحاد وضعف النظرة والتخطيط، إضافة إلى إسناد الإشراف الفني على المنتخب إلى مدرب عاجز عن تحقيق أي تطور لفقدانه الخبرة والكفاءة والإمكانات، فحاولت إيصال صوتنا نحن جل اللاعبين للإدارة لتدارك الوضع خاصة بعد تدهور نتائج المنتخب سنة بعد سنة، فما كان من الإدارة والمتنفذين فيها إلا مضايقتي لإبعادي ليبقى الحال على ما هو عليه، بل يزداد سوءاً فاتخذوا قرارات ظالمة بحقي لإخماد صوتي فما كان مني إلا الابتعاد، والنتيجة أن المنتخب الآن غالبا لا يدخل بطولة إلا وهو بالمركز الأخير أو قبل الأخير على مرأى من رئيس الاتحاد والأعضاء (ولا رأيناهم حركوا ساكنا ولا تداركوا الوضع)، وبعد منصات الذهب عربيا وخليجيا ومراكز متقدمة عالميا أصبحنا بالمراكز الأخيرة ولا يوجد لديهم للأسف أي مشكلة بذلك.

* ولماذا برأيك لم تتحرك الإدارة لحل المشكلات؟

- لا أخفيك أن هذا سؤال محير جدا لي ولكل اللاعبين لأن الخلل واضح جدا وقد ثبت بعشرات الأدلة ضعف وعدم كفاءة (المدرب) فهو مدرب مبتدئ لا يصلح حتى للناشئين، فكيف يتولى لسنوات كثيرة أمر أبطال العرب ويتسبب في كارثة في النتائج وفي ترك أقوى اللاعبين المعروفين للعبة وهجرها؟!، فلا يوجد عندي جواب لهذا السؤال إلا الاستغراب وحينما نرى أن هذا المدرب تربطه علاقة حميمة وشخصية مع المتنفذين بمجلس الإدارة فلا يوجد عندي ولا عند غيري جواب في تبرير استمرار بقائه إلا بأنها علاقات شخصية بين هذا وذاك والضحية هو منتخب الوطن.

* تعليقك على ما حصل للمنتخب في قوانزو؟

- أنا لم أكن موجودا معهم لكن حقيقةً بالمنطق نتكلم، فالبعثة كان يوجد فيها رئيس وإداري وغالبا في مثل هذه البطولات الدولية القرعة تكون أرسلت للاتحاد قبلها بأيام، ومع كل هذه المعطيات لم يحرك أحد ساكنا ونزلوا للمباراة وحدث ما حدث وعدَت الحادثة ولم يقل أحد أي كلمة، وبعد أن أثار الإعلام القضية بأيام رأينا انتفاضة من الاتحاد وكأن ما حصل مفاجأة لهم وهم شهود على القضية قبل وخلال وبعد!

والواقع أننا نحن عبر السنوات تعرضنا لمواقف غريبة ومخالفات أضعاف أضعاف ما حدث في قوانزو وفيها من الظلم والخلل والتخبطات ما الله به عليم وعدَت دون أي مشكلة، لأن الإعلام لم يعرف عنها ولا أثارها! ولكن هذه المرة كبرت القضية واعتبرها الاتحاد قضية ودافعوا عن أنفسهم بأنهم فوجئوا من تصرف المدرب وهي بالواقع لا مفاجأة ولا شيء، بل مجرد ذر للرماد على العيون لأنه في حدود علمي أن عقد المدرب ينص على أنه يلعب مع منتخب بلاده بدون قيد أو شرط أو أي استثناء، والمدرب ما كان منه إلا أنه نفذ بنود العقد الذي وقعه مع الاتحاد وإذا كان كذلك فبرأيي الشخصي أن المدرب لم يخطئ وعموما هذا رأيي الشخصي بناءً على ما أعرفه، والقضية الآن كلها بيد التحقيق وسيقرأون العقد وسيطلعون على ملابسات الموضوع و- بإذن الله - سيكون هناك حل جذري لكل مشكلات اللعبة التي تعاني منه منذ سنين.

* ما هي المشكلات التي أسهمت في تأخر لعبة البلياردو والسنوكر في السعودية؟

- كما ذكرت لك مشكلاتنا كلها تكمن في ضعف التخطيط ومشكلات إدارية وتعيين مدرب قلت رأيي فيه سابقا وإصرار الإدارة على قراراتها وان كانت خطأ، ودليل ذلك سنوات وسنوات من ضياع المنتخب، وحينما تبلغ الأمور مداها من التضجر من اللاعبين يتم إجراء تعديل صوري من خلال جلب مدرب أجنبي وتعيين المدرب الحالي مساعد له وتبقى السيطرة على الأمور بيد المساعد الذي لا يتوانى من اتباع سياسته المعتادة بتقريب من يتملق له وإبعاد كل من له رأي والحال للأسف من سيئ لأسوأ.

* رأيك في اتحاد اللعبة؟

- الحقيقة هذا الاتحاد فيه رجال أتشرف بمعرفتهم وعلى سبيل الذكر لا الحصر أخي الكبير الأمين العام عبد الإله الدلاك إلا أن اليد الواحدة لا تصفق وقبله الأخ أديب العمري وفهد السبيعي والمخضرم محمد العمران التي كانت كل الإنجازات في عصره الذهبي نظرا لبعد نظره ومرونته فهو مبدع في فن التعامل النفسي مع اللاعبين وقريب منهم، إلا أن خروج أغلب من ذكرت وتصادمهم مع إدارة الاتحاد تركتنا وحيدين نحن اللاعبين بمواجهة تخبطات وظلم الإدارة وسأذكر لك موقفا واحدا يحصل الآن يعكس لكم عشوائية القرارات والكيل بمكاييل مختلفة بناء على الرغبات والعلاقات الشخصية وليس لمصلحة الوطن والمنتخب، (خذ عندك هذا المثال الواقعي)، الآن بهذه الأيام اللاعب أحمد ونزار عسيري يمثلان منتخب المملكة بكأس العالم وكلاهما لم يشاركا في أي بطولة محلية تأهيلية واختيارهما كان بحجة أنهما أفضل اللاعبين، وفي المقابل لا يتم استدعائي لبطولة الخليج وأنا بالسابق حامل لقب بحجة أني لم أشارك بأي بطولة تأهيلية! أنا حامل اللقب أحرم من المنتخب وغيري يستدعى من قبل هذا الاتحاد والسبب الرئيسي لمثل هذا المكاييل المختلفة هو أني كشخص لا أعجبهم لأني وان كنت أحقق الذهب فغيرتي على منتخب بلادي تدفعني لأقول للإدارة إن ما يحصل خطأ وهذا بالطبع ما لا يريدونه ولا يعجبهم، هم يريدون اللاعب لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم ولا يغار على منتخبه وليس مهما بعد ذلك سواء حقق نتائج أم لا.

* كيف ترى مستقبل اللعبة.. وهل يوجد لدينا لاعبون موهوبون؟

- مستقبل اللعبة - بإذن الله - مشرق خاصة بعد قرار التعليق الأخير.. وأنا عن نفسي متفائل - بإذن الله - وأنا أؤكد لك أننا نمتلك خامات ممتازة جاهزة بوقت قصير لتحقيق إنجازات دولية متى ما تهيأ لها المناخ المناسب وانكشفت الغمة وهذا ما سيكون قريبا - بإذن الله - ولا تنسى أننا بوقت قريب حينما كان محمد العمران موجودا وكان فيه توازنات ووجود شخص بالإدارة يسمع لنا كنا أبطال عرب وخليج إضافة إلى مراكز متقدمة عالميا، ثم انتهى كل ذلك للأسف وتدهورت اللعبة.

* كيف تعلق على تعليق أنشطة الاتحاد؟

- عن نفسي لا أخفيك أن القرار بقدر ما أفرحني إلا أنه أحزنني، أفرحني لأنه شع ضوء في نهاية نفق مظلم تمر فيه اللعبة منذ سنوات طويلة جدا وبالمقابل حزين لأن حجم الخراب الذي لحق بلعبتنا وبسمعتها يحتاج منا نحن اللاعبين الى وقت طويل وجهد كبير لترميم ما حصل ولنعيد للمنتخب هيبته التي للأسف تبخرت، أما عن عموم اللاعبين فالحقيقة أنهم في غاية السعادة لخبر تعليق نشاط الاتحاد.

* كلمة أخيرة؟

- لا يسعني في هذا الوقت وبهذه الظروف إلا أن ارفع أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد والأمير نواف بن فيصل لالتفاتهما لمشكلاتنا واتخاذهما القرار الصائب والحكيم، وهذا ما تعودناه منهما من خلال حرصهما الكبير على سلامة الرياضة السعودية ومن غيرتهما اللامتناهية على نتائج المنتخب و- بإذن الله - كل مشكلاتنا ستحل ما دام فينا من يطالب وما دام المطلوب بعد الله هما سلطان ونواف، وأتمنى أن يستدعى من له خبرة سابقة مع هذه الإدارة أمثال نائب الرئيس السابق أديب العمري والعضو عبد اللطيف الزهراني والعضو محمد العمران والأمين السابق فهد السبيعي والأمين السابق أيضاً أحمد الجار الله والعضو السابق عصام الملا وإعلامي الاتحاد السابق سامي اليوسف، فكل هؤلاء شهود وسيكشفون حقائق مريرة تعاني منها اللعبة خلف الستار ولا أحد من اللاعبين يجرؤ على الكلام لأن النتيجة إقصاء وإيقاف ومضايقة، وأشكر الإعلام الرياضي لتفاعله معنا، وأشكر (الجزيرة) الرائدة دوما وكذلك شخصك الكريم على هذا اللقاء.