بصراحة لم يكن الشارع الرياضي بأكمله يتطلع إلى تحقيق كأس دورة الخليج الأخيرة؛ وذلك لعدة عوامل، وقد يكون مستوى التمثيل أحد أبرز عوامل عدم التفاؤل بتحقيقه ولكن الشيء الذي لم يكن في الحسبان هو عدم وضوح الإستراتيجية التي عومل بها المنتخب من قِبل المدرب أو المشرفين على المنتخب في اليمن، ففي مقال الأسبوع الماضي كنت قد تساءلت: هل بيسيرو مخيّر أم مسيّر ولكن الواضح أنه مسيّر خاصة بعد تصريحه الذي أدلى به بعد وصوله لمطار الرياض.
لقد غابت المنهجية العلمية لدى المدرب ومَن حوله، حيث لم يشعرنا من خلال جميع المباريات أنه قد حضر بفريقه ليعده للمستقبل وبخاصة كأس آسيا؛ وذلك حسب ما صرّح به أكثر من مسؤول وبخاصة الأمين العام.
وإذا ما افترضنا أنه قد ذهب ليحقق الكأس كما ذكر المدرب فكيف يقضي على بعض النجوم ويتجاهل البعض الآخر، وهل تركه للاعب مهند عسيري وحيداً بين كماشات دفاع الكويت وإخراجه لأحمد عباس وإصراره على مشاركة اللاعب عبد العزيز الدوسري وهو مصاب، كل هذه الدلائل تدل على أن هناك شيئاً غير واضح وعندما ذكر بيسيرو أنه كان يتمنى أن يشارك بعض اللاعبين ولم يستطع فما تفسير ما ذكر بالضبط؟!
من تابع المنتخب وأداءه في جميع المباريات وعدم استقراره على تشكيلة معيّنة وتجاهله بعض الأسماء مثل يحيى الشهري وخالد الغامدي وعدم إعطاء ريان بلال فرصة كاملة يعي أن بيسيرو لا يمكن أن يقود منتخباً ويحرز إنجازاً. وهذا الطرح لن يتغيّر ولن يتبدل حتى ولو عاد المنتخب من اليمن بالكأس.. فقناعتي تقول إن بيسيرو لم يعد مدرباً بالإمكان الاعتماد عليه لتحقيق أي إنجاز؛ لأن أسلوبه وطريقة لعبه وتعامله لا توحي بأنه ذلك المدرب القيادي والمتمكّن والدليل أنه أصبح عصبياً لدرجة لا تقبل وهذا دليل إفلاسه. وعلى العموم إذا ما استمر المدرب بيسيرو فلن يحقق منتخبنا أي إنجاز سواء قارياً أو غيره وسترون بأم أعينكم وتتذكرون كلامي. وما حزَّ في نفسي هو تصرف مدير المنتخب وظهوره في لقطة غير مستحسنة بحق المهاجم (ريان بلال) مع بداية الشوط الثاني لمباراة الكويت الأولى بعدما انقطعت كرة منه. ومثل ذلك لا يمكن أن يصدر من شخص مسؤول، وأنا واثق أنها ستؤثِّر على اللاعب ريان بلال في مسيرته الرياضية والذي على ما يبدو أنه لن يُستدعى مستقبلاً.
نجاح باهر لليمن
أسدل الستار وانتهت دورة الخليج العشرين ونجح اليمن السعيد في التنظيم نجاحاً فاق جميع التوقعات، بل أكاد أجزم أنها أنجح بطولة خليج أقيمت حتى الآن، وقدَّم اليمن دروساً مجانية استفاد منها الجميع أستطيع أن أستعرضها نقاطاً كالآتي:
1- أعطى اليمن درساً مجانياً يجب أن يستفيد منه الجميع وهو التفاؤل بالخير وعدم إطلاق الأحكام مسبقاً دون دراية، وحقيقة كان أغلب الرياضيين في الخليج يؤيّدون تأجيل أو نقل الدورة للظروف الأمنية التي يعيشها اليمن، وهنا يجب علينا جميعاً أن نعتذر عن ما سلف، فالاعتراف بالحق فضيلة ونشيد بذلك النجاح الباهر.
2- الوضع الأمني كان رائعاً والتنظيم فاق الوصف وكان الحضور الجماهيري الكبير هو ملح الدورة وزادها جمالاً وروعة وشجع بمثالية وأدب وروح رياضية عالية وتواصل الحضور الجماهيري الجميل وتشجيع جميع الفرق رغم خروج منتخب بلدهم المضيف مبكراً كما لا يمكن أن لا أشيد بالحضور النسائي المميّز والجميل.
3- غاب الشحن والتنافر والتراشق الإعلامي في هذه البطولة وكان جو الإخاء والمحبة هو السائد.
4- المستوى الفني للفرق كان رائعاً وشاهدنا مباريات قوية وأداءً فنياً ممتازاً من أغلب الفرق.
5- الحفاوة والكرم وحسن الضيافة كانت رائعة وإن كان ذلك غير مستغرب على جميع دول الخليج.
وختاماً لا يسعني هنا إلا أن أزفّ أجمل التهاني والتبريكات لليمن السعيد حكومةً وشعباً وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي وعد وأوفى فلهم منا جميعاً الشكر والثناء على ما قدَّموه وعلينا أن نتذكّر هذا كله قبيل تنظيم البصرة للبطولة القادمة (تفاءلوا بالخير تجدوه).
مليار مبروك قطر
جاء فوز دولة قطر الشقيقة بتنظيم مونديال 2022 فخراً للعرب جميعاً ودول الخليج بخاصة. فشكراً لكل من سعى وسهر وتعب، فالملف القطري الذي قدّم كان رائعاً متكاملاً أقنع الجميع بأحقيتهم بذلك التنظيم وكان مهندس الملف القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني مبدعاً في طرحه وإقناعه وكذلك الشيخة موزة التي ألقت كلمة رائعة كسبت ثناء الجميع، ولا يمكن أن ننسى فريق العمل الذي أجاد وزرع فحصد. خمسون مليار رصدتها الحكومة القطرية لذلك المونديال لبناء الملاعب والفنادق والقطارات ومطار ضخم وكل ذلك سيعم بالخير على جميع منطقة الخليج بأكملها وخصوصاً قطاع الأعمال في السعودية وسيترك بصمة واضحة على نمو الاقتصاد في دول المنطقة.فألف مبروك لقطر حكومةً وشعباً ولأميرها الذي كان حاضراً ليزفّ التهنئة بنفسه للعرب والمسلمين عامة.
نقاط للتأمل
- رغم خسارة الوسط الرياضي والإعلامي للأخ والصديق تركي الخليوي إلا أنني أجد نفسي مجبراً أن أتقدّم له بالتهنئة والتبريكات بتوليه المنصب الجديد وأقول (سنشتاق لك أيها الرجل النبيل).
- لا أجد مبرراً واحداً لدى الصحفي البحريني (فيصل الهيّات) لعدم تقديمه الاعتذار للأشقاء في اليمن رغم إعطائه أكثر فرصة من قِبل المذيع الرائع خالد جاسم.
- يبدو أن تخلص النصر من (ماسا) قد فتح أبواب رزق من كل صوب وعلى مصراعيه؛ فبعد عقد الاتصالات وزيادته تعاقدت الإدارة مع شركة بريطانية لتسويق منتجات النادي، وكل هذا بعد ما كانت كل تلك الأموال والموارد مهدرة بسبب العقد المجحف والظالم الذي جثم على صدور النصراويين لأكثر من ثلاثة مواسم.
- أعتقد أن مسؤولي المنتخب قد وضعوا أنفسهم في موقف لا يحسد عليه إذا هم لم يحققوا كأس آسيا.
- لا يمكن تحميل الحكم عبد الله الحراجي خسارة منتخبنا للمباراة النهائية على كأس الخليج رغم أخطائه، فمن الغبن أن تجيّر أخطاء المدرب بيسيرو إلى الحكم.
- هل تفرح جماهير النصر بمغادرة مدربه (زينجا) بدون رجعة إذا ما أسند له تدريب إنتر ميلان الإيطالي.
- أخيراً جميعنا نتطلع إلى عودة الوالد القائد مليكنا - حفظه الله - ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة، ولكم محبتي.