|
تحليل - وليد العبدالهادي
لا يوجد في الأسواق ما يمكن أن نطلق عليه بالمستثمر، حيث الجميع يعمل باستراتيجية المضاربة منذ بداية العام وكل الأرقام الإيجابية التي أعلن عنها طوال العام كانت مؤقتة أنهى مفعولها معدل البطالة بأرقامه الجديدة نهاية العام في كل من سويسرا واليابان وأمريكا. وبما أن الفكر الرئيسي لصناع الأسواق هو المضاربة بهدف حفظ القيمة فهناك ما قد يجدد عزوم الأسواق الأسبوع المقبل بسبب أرقام إيجابية قد يعلن عنها من قبل تنين الأسواق (الصين) مصحوبة بقدوم موسم الأعياد الذي قد ينعش قطاع التجزئة في معظم أنحاء العالم. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:
الدولار الأمريكي
العملة الخضراء تدخل مسارها الجانبي على مستوى الحركة اليومية وحدودها العليا المتوقعة 80.5 والدنيا 78 أمام سلة عملاتها، أما العزم فيشير إلى ضعف عمليات الشراء والبيع أيضاً، أما الذهب فالمنطقة الممتدة من 1430 إلى 1351 دولار للأونصة تخضع حالياً لضغوط بيع قوية والمسار يتجه أفقياً ويرجح العودة إلى مستوى 1351 دولار للأونصة الأسبوع القادم وفي ذلك إشارة لارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق، وبشأن خام نايمكس فقد أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزون النفط بقيمة 3.8 برميل وصعد الخام بالفعل كما توقعنا إلى 87 دولار وهو الآن يعانق مستوى 88.5 دولار للبرميل ومن المتوقع أن نرى ملامسة لمنطقة التسعينات خلال بضعة أيام. نبدأ بائتمان المستهلك حيث سجل نمو إلى 3.4 مليار دولار وهو حجم الديون التي يتكبدها الفرد بهدف الاستهلاك وهذا يشير إلى رغبة جامحة في الإنفاق وهو ما يدعم الطلب على منتجات السوق وبالتالي تحسن أرقام الموسم الرابع وهو ما يمكن ترجيحه، وإذا دمجنا أرقام ائتمان المستهلك مع موسم أعياد رأس السنة الميلادية نخرج بنتيجة وهي (ارتفاع إضافي في شهية المخاطرة).
اليورو مقابل الأمريكي
بما أننا في ديسمبر فإنه من المناسب التذكير بأن المنطقة الحالية للزوج هي نفسها مناطق ديسمبر 2008م لكن في ذلك الوقت غادرها صعودا بوقوف الزخم بجانبه، لكن هذه المرة الأمر معكوس والأنماط المتشكلة معظمها تشير إلى هبوط عنيف خلال بضعة شهور وأن قاعه 1.15 مرجح كسره.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار
يحاول بضعف وبتواضع العودة فوق المسار الصاعد لكنه بقي هذا الأسبوع في قناته الأفقية ولا يزال مستوى 1.53 هدف مرجح ملامسته إلا أن مستوى 1.60 قد يكون الحدود العليا للأسبوع القادم لكن لن يتمسك به كثيرا، فالاتجاه العام لم يشبع من عمليات جني الأرباح بعد.
الدولار مقابل الين الياباني
الاتجاه صاعد والعزم متوسط ومستوى 87 ما زال قائم يؤكد ذلك شطب خسائر الأسبوع الماضي بنمط مشترين صريح مع تقلبات سعرية قوية انتهت بفوز المشترين بسبب تفاؤلهم بأرقام إيجابية ومنعشة قد تعلن من الصين.
اليورو
بدأت المنطقة أسبوعها برقم جديد في معدل البطالة السويسري الذي بلغ 3.6% هذا يضغط على إنفاق الفرد في البلاد وبالتالي على أداء الشركات هناك، لكن لا ننسى أن قطاع التجزئة موعود بنمو يتزامن مع أعياد رأس السنة قريباً حيث غالبا ما يتم الاستعداد له مع دخول شهر ديسمبر، أما ألمانيا فكانت ضعيفة بضعف حسابها الجاري الذي نما في أكتوبر بقيمة 11.7 مليار يورو لكن أقل من الأرقام السابقة لنفس الفترة بسبب تراجع الصادرات ونمو طفيف في الواردات، وبشكل عام كان الأسبوع في أوروبا ضعيف وينتظر أسعار المستهلكين نهاية الأسبوع في ألمانيا والجميع متفائل بأداء قطاع التجزئة نظراً لقرب موسم الأعياد في هذا الشهر.
الجنيه الإسترليني
لندن تتلقى إشارة سلبية في الاقتصاد حيث شهد مؤشر الإنتاج الصناعي نمو 3.3% أقل من النمو السابق لنفس الفترة عند 3.8% هذا يضغط على معدلات الطلب في القطاع الصناعي، ولا تزال شهية التداول في سوق الأسهم (مؤشر فوتسي 100) متدنية لكنها موجودة، حيث الآن يزور قمة إبريل الماضي بوهن ويرجح زيارة حاجز 6000 نقطة عندها يكون زخم الصعود في قمة الضعف.
الين الياباني
أرقام الميزان التجاري دائماً ما تحوز على اهتمام اليابانيين حيث هذه المرة تراجعت إلى 913 مليار ين مقارنة بالقراءة السابقة بسبب سوء حال التصدير يظهر معاناة قد تشهدها شركات التصدير وأرقام الموسم الرابع ستؤكد ذلك حتى طلبات المصانع هبطت بنسبة 1.4% لكن بزخم أقل من القراءة السابقة، وأهم ما يمكن مراقبته في آسيا نهاية الأسبوع أرقام الميزان التجاري للصين وثقة المستهلك في اليابان.
(تم إعداد هذا التقرير أثناء جلسة الأسواق الآسيوية يوم الخميس الساعة 9 صباحاً بتوقيت طوكيو)