في وزارة النقل وكالة لشؤون النقل أُنشئت قبل 35 سنة، ومن مهام هذه الوكالة (متابعة أي تطور في مجال النقل ومحاولة تطبيقه في المملكة بما يتلاءم مع الظروف المختلفة)، فمن المضحك المبكي أن وضع النقل داخل المدن لدينا هو نتاج هذا العمر المديد من السنين.
القصور الذي تعيشه مدننا في خدمة النقل لا يضاهيه أي قصور في العالم، لا نطمح إلى متور دبي، بل تنظيم سيارات الأجرة التي تعيش فوضى أصبحت مشوهة لكل جماليات المدن، الزائر أو السائح الأجنبي يُصاب بالذهول من أول خطوة له بما تشهده المطارات من قصور في خدمات النقل، استغلال، جشع، عدم مبالاة، غياب النقل العام.
لا أعرف لماذا نجحت دبي وفشلنا نحن في هذا الجانب المهم والحيوي. لا أعرف لِمَ لا تصاب وزارة النقل بالعدوى من تاكسي دبي، بدلاً من إجبارها شركات الأجرة لدينا على وضع أجهزة ومعدات جديدة لا مستفيد منها سوى الشركة التي ستجني الملايين من بيع تلك الأجهزة!!
في أقرب المدن إلينا كدبي مثلاً التاكسي لديهم واجهة حضارية منظمة ومريحة، وإن كانت مرتفعة السعر، إلا أنك تستخدمها وأنت مطمئن، هناك العداد فقط هو معيار السعر، ولدينا لا معيار مطلقاً سوى الجشع؛ لأن حتى تسعيرة العداد لدينا مبالغ فيها ولا تتناسب مع الخدمة؛ ولهذا فهي غير معترف بها على أرض الواقع.
تصوروا أن أحد الأشقاء العرب وصل إلى مطار الرياض واستقبله أحد «الكدادة»، ولأن الضيف يجهل هذا السوق توجه معه إلى السيارة، وهناك وضع حقيبته بشنطة السيارة وأقفل عليها وقال له السائق «انتظرني دقائق»، وبقي الضيف عند السيارة لمدة ساعة ونصف ليأتي السائق مع اثنين من الأجانب أيضاً؛ ليجمعهم في السيارة بسعر سبعين ريالاً لكل واحد مقابل إيصالهم إلى حي العليا!!
ما الصورة التي تتوقعون أن تلتصق بأذهان هؤلاء؟
مدينة حضارية كالرياض من المؤلم أن تعيش هذا القصور في النقل.
التغيير يبدأ من الوزارة.. نريد شباباً قادراً على التفكير والابتكار، نريد نظاماً موحَّداً وراقياً، يقدم خدمة حقيقية مثل كل العالم.