الديمقراطية النيابية هي الممارسة الديمقراطية الوحيدة التي تطبقها الدول العربية وهي إحدى الممارسات الليبرالية لتحقيق حد أدنى من مشاركة أفراد الشعب في صنع القرار وحيث يصعب سماع رأي كل فرد فقد منح الأفراد حق اختيار من يمثلهم ليصوتوا ويعبروا عن رأي الأغلبية ويشاركوا في صناعة القرار الحكومي وهو حل ديمقراطي يحقق الرضا السياسي لدى مختلف الشرائح والأطياف والتمثيل النيابي سيعكس بالتأكيد تمثيل الأكثرية والأقلية وهكذا تبعاً لانتخاب الأفراد لممثليهم.
قطعت الممارسة النيابية في بعض الدول العربية مسافة تاريخية لكنها مازالت تراوح في مكانها ومازالت عاجزة عن تشجيع أنظمة سياسية أخرى تنتهج سياسة التعيين في برلماناتها, حيث لم تجد أن الديمقراطية النيابية قد حققت تقدماً وتنمية ورضا واستقراراً وذلك لعيوب في التطبيق والثقافة الاجتماعية وليس لعيب في النظرية.
اقرؤوا معي هذين الخبرين الطازجين جداً:
(حصل اشتباك في الكويت أدى إلى تعرض النائب وليد الطبطبائي لكسر في يده وإصابة عدد من المواطنين، بحسب تقرير لقناة «العربية» الخميس 9-12-2010. وقبلها أعلنت وزارة الصحة في مصر عن وقوع ثلاث حالات وفيات مؤكدة بين الناخبين حتى الآن، بالإضافة إلى إصابة مواطن بسلاح أبيض وآخر بطلق ناري خلال سير العملية الانتخابية. في 28-11)
التجربة العربية غير مشجعة على الرغم من الأصول الإسلامية العريقة لمبدأ الشورى والذي تقوم عليه قيم الديمقراطية النيابية.
الوعي السياسي لدى غالبية الجماهير العربية متدن جداً وينقصه إدراك مفاهيم وقيم الديمقراطية مثل التعبير عن الرأي وحقوق الأكثرية والأقلية وأهمية الحوار وتقدير الآخر, لا توجد قاعدة أو أرضية أو لنسمه مناخاً يسهم في بث قيم متوازنة من الديمقراطية التي تستهدف تحقيق العدالة والرفاهية لكل المواطنين على حد سواء. لابد أن تعمل الرسالة الإعلامية اليومية على توعية المواطن بأن الديمقراطية النيابية ليست هدفاً في حد ذاتها بل هي أسلوب أو وسيلة لتمثيل صوت الأفراد وإشراكهم في صنع القرار لكن للأسف الذي يحدث في أغلب وسائل الإعلام هو تكريس التسطيح عبر البرامج التافهة والإعلان الاستهلاكي.