عقد الأسبوع الماضي في العاصمة الرياض مؤتمراً حول «برامج التدريب الطبي» نظمته جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وبما أنه لم يعلن في نهاية هذا المؤتمر عن أيّ توصيات فإننا ندرك أنها لن تخرج عن الأهداف التي يريدها الجميع.. تلك المتمثلة في أهمية التدريب الطبي والتفاعل مع كل ما هو متطور في مجال علم التشخيص والعلاج وبما يطابق الاشتراطات الدولية ومعايير الجودة وسبل السلامة.
فما يمكن التنويه عنه دائماً بشكل لا لبس فيه هو أن يكون «التدريب الطبي» محققاً لشرطية التميز، وكاشفاً لبعض أوجه القصور في ممارسة العمل الطبي وألا يكون هذا التدريب مجرد عكاز لبعض معدومي الموهبة ومدمني الأخطاء الطبية من الأطباء والممرضين والفنيين في القطاعات الصحية الحكومية منها والأهلية.
فبعد سلسلة الأخطاء الطبية التي ظهرت جراء التشخيص غير الدقيق وإجراء بعض العمليات الخاطئة أصبح هناك من يعيدها إلى قلة التدريب، وعدم الخبرة وهذا ربما ما سعت الجامعة إليه من أجل الرفع من كفاءة العاملين في القطاع الطبي كل في تخصصه.
ومن المفيد أيضاً أن يوضح هذا المؤتمر أهمية عدم الاعتماد على التحصيل العلمي في الجامعات والمعاهد المتخصصة أو الشهادة أو إدعاء الخبرة من خلال الزمالات والأوراق والشهادات، لأن التجربة على مدى عقود تثبت أن هناك تجاوزات ما في قبول أو اعتماد بعض الخبرات الطبية أو حتى التعاقد مع أطباء وممرضين وفنيي أشعة وتخدير ثبت مع الوقت عدم كفاءتهم.
الأهم في مثل هذه المؤتمرات الدولية أن تُقَيَّم كفاءة الأطباء المقيمين وربطهم ببرامج الدراسات الحديثة والمتطورة و التطبيق المستمر على التقنيات الحديثة التي يجدر أن تكون متوفرة في بيئة التدريب وبيئة ممارسة العمل الطبي لا سيما في مجال العمليات الجراحية والمناظير والأشعة الدقيقة.
وبما أننا في وارد الحديث عن التدريب الطبي وأهميته وأدواره الرائدة في خدمة الإنسانية فمن باب أولى قيام نظام التدريب الطبي للمواطنين من خلال هيئة الهلال الأحمر السعودي إضافة إلى ما قد تقدمه المراكز المتخصصة للرفع من قدرات المواطن في مواجهة بعض الحالات الإسعافية بطريقة متطورة تحقق الأهداف المرجوة منها.