|
يسرني أيما سرور أن أقدم التهنئة للقناة الثقافية السعودية بمناسبة مرور عام على انطلاقها؛ حيث استطاعت أن يكون لها دور في تنمية الوعي الثقافي في مجال الأدب والفكر والثقافة، ومحاولة الارتقاء بمسيرة الثقافة في بلادنا على مستوى النوع أو الكم ومن ثم فإن خوض غمار العمل الثقافي يُعدّ عملية شاقة ومحفوفة بالمتاعب والعقبات التي تواجه المهمومين بالشأن الفكري والثقافي.
لقد استطاعت خلال عام أن تطرق موضوعات فكرية وحضارية وثقافية، وتتراوح بين الأدب وهمومه والثقافة وشجونها وتثير الوجدان بمعاني الثقافة وأهميتها في حياة الأمة.
ولا شك أن العمل الثقافي في عمقه وجوهره هو القدرة على المشاركة في صنع الحاضر وصياغة المستقبل؛ فللثقافية ومضات فكر وسوانح وأداء وحضور ثقافي نريد المزيد منه في الندوات والمهرجانات الثقافية والمحافل الأدبية والثقافية وخدمة الإبداع والمبدعين أياً كانت مواقفهم، ولاسيما في هذا العصر الذي اتصل فيه العالم بعضه ببعض، وهذا الاتصال يتوثق عن طريق وسائل الثقافة والمعرفة في المجالات والميادين كافة.
والثقافية هي حجر الزاوية في نهضة وتطور أي أمة وفي بناء مستقبلها، نريد من الثقافية أن يكون لها حضور وتأثير على الصعيد الثقافي والاجتماعي بفضل ما تتيحه في برامجها من وعي ومعرفة وما تخلفه من فكر وأدب ومن بلورة المفاهيم والتعريف بالتطورات الثقافية في الداخل والخارج وإبراز تراثنا الحضاري والثقافي وعرض الكتب وإشعار المشاهد بأهمية الكتاب الذي انصرف عنه الشباب وأن يكون لها دور بارز في جذب المشاهد وتنويره وتزويده بالكثير من المعارف الثقافية وحفزه على الاطلاع والقراءة وتزويده بالمعلومات وما استجد من الكتب والأخبار الثقافية والنشاط الأدبي.. ولا شك أن ذلك من شأنه أن يحرك همم الأدباء والمثقفين، ويُثري روافد الحركة الأدبية والبحث عن كل مفيد وجديد.
وأحيي الثقافية على جهودها واهتمامها بالنشاط الأدبي بكل ألوانه وأشكاله من أدب وشعر ونقد وقصة ورواية كما نشاهده في لقاءاتها بالأدباء والمثقفين، ونريد المزيد بالتعريف بالأدب والأدباء السعوديين وإبراز نتاجهم وإلقاء الضوء عليه عرضاً وتقويماً؛ فذلك إسهام عملي في خدمة الثقافة، وما زلنا نطمح إلى المزيد نحو تطورها والارتفاع بمستواها ورقيها لإذكاء الحراك الثقافي وإنعاشه وتوهجه عمقاً وعطاء، ونتمنى أن تزور الجامعات ومراكز البحوث ونقل مناقشة الرسائل العلمية والأدبية من قاعات الجامعات وحركة التأليف والترجمة والنشر والاهتمام بما يُستجدّ من كتب التراث والمصطلحات اللغوية من مجامع اللغة العربية والعناية باللغة العربية وإبراز خصائصها؛ لتبقى للغتنا العربية حيويتها ويتجدد شبابها على مدى الأيام وصيانتها من مزاحمة اللغات الأجنبية لها والحرص على أن ترتبط الأجيال بتراثها ولغتها وحضارتها. وأسأل الله العلي القدير التوفيق للقائمين عليها لإكمال مسيرتها ورسالتها العظيمة في نشر الثقافة بتكون داعمة للغتنا المجيدة وتراثنا وإبداعنا، وأن تكون رائدة كل تقدم ونجاح، وأن تواصل عطاءها لما يخدم الأدب والفكر والثقافة وتجسيد طموحات المثقفين الواسعة على خطى الثقافة والإبداع، وتحية لها بما تزخر به قلوب المثقفين من حب وتقدير.. والله ولي التوفيق.
عبدالله بن حمد الحقيل