|
الشيخ عبدالعزيز المسند (1353-1428)-رحمه الله- فقيه وأديب ونحوي قدم الكثير من العلماء، فقد كان غزير الإنتاج، ألف الكثير وكتب الكثير ولكنه لم يكتب شيئاً عن سيرته الشخصية، فقامت ابنته الدكتورة غادة بنت عبدالعزيز المسند بتأليف كتاب بعنوان «الشيخ المسند علم وعمل»، صدر عن دار المثل.. وقالت في المقدمة: «منذ أدركت وأنا أنظر والدي مكباً على كتاب أو كاتباً في رقاق، أو ممعناً في مكتبته يبحث عن كتاب، أو مقلباً في أوراقه فاحصاً ومجهزاً، أو مزمعاً مقابلة علم من العلماء الكبار».
اشتمل الكتاب على محطات مهمة في حياة الشيخ عبدالعزيز المسند مثل مدرسة دار التوحيد.. والعطاء الوظيفي والعملي في عدد من الجهات والندوات والمحاضرات والرحلات التي قام بها ومساهماته في مجال الصحافة والإعلام وعدد من القصائد التي قالها والتي قيلت عنه.
كان قريباً من الناس، له حضور أخاذ لدى المستمع والمشاهد عرف ببرنامجه التلفزيوني الشهير (منكم وإليكم)، وتنقل الشيخ -رحمه الله تعالى- في عدد من الوظائف الإدارية الحكومية، كما أن رغبته بالدعوة أخذته إلى مشارق الأرض ومغاربها.. فتراه يوماً في الغرب وآخر في الشرق.. لا يهدأ، ذخيرته إيمانه بالله وحبه لإتقان العمل.. وصدقه في البحث عن كل طرائق العمل الإسلامي ويتحدث الشيخ المسند –رحمه الله- عن نشاطه العام في مجال الإعلام ويقول: فتحت إذاعة الرياض في عام 1384هـ بشكل صغير فاستعان بي مديرها وأنا في الكليات فأخذت مجموعة في سيارتي الخاصة وشجعتهم وذهبت بهم إلى بيت في شارع جرير سكنته الإذاعة أول مرة وبدأت أنا التحدث في (المكرفون - المكبر) لأدربهم وأذكر منهم.. د. عبدالرحمن الشبيلي الذي عين مديراً للتلفزيون لسنوات ود. علي النجعي (وكيل وزارة الإعلام)، ود. علي الخضيري وكيل سابق للإعلام ومحمد المنصور وكيل لشؤون الإذاعة، وواصلت تشجيع من أظن أن صوته إذاعي.
من ذلك المنطلق طلب مني المسئولون هناك على اختلافهم المشاركة، فشاركت في برامج مختلفة، فقدمت سلسلة لمدة أشهر بعنوان (ورقة من التقويم)، وسلسلة بعنوان (الحياة الاجتماعية في الإسلام) استمرت سنوات، وسلسلة (رسالة من حاج) بالإضافة إلى الأحاديث والبرامج المختلفة ثم انتهى الأمر إلى تفسير القرآن الكريم بعنوان (تلاوة وتفسير) وقد فسرت القرآن الكريم كاملاً انتهيت منه في عام 1422هـ، وقدمت برنامجاً اسمه (خير الخلف لخير السلف) عن حياة التابعين - رحمهم الله - وسلسلة في جريدة القصيم والجزيرة بعنوان (ما قل ودل) وسلسلة في جريدة الجزيرة بعنوان (إني صائم) وفي التلفزيون قدمت ندوات وأحاديث بمناسبة وغير مناسبة، ثم استمر البرنامج المعروف (منكم وإليكم) الذي بقي إلى الآن 1424هـ وعمره أكثر من 30 سنة.
والكتاب يكشف لنا أيضاً عن دور المسند الريادي في إسهاماته وتبنيه عدد من الهيئات والدور العلمية فقد كان المتابع لنشأة معهد القضاء العالي بجامعة الإمام والمنفذ وواضع البرامج مع بعض المشايخ حتى اكتمل وفتح وانتظم كما أنه كان من المساهمين مع لجنة من الإداريين والأساتذة في فكرة إنشاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالإضافة إلى أعماله الأخرى كما قدم عدد من الندوات والمحاضرات في مواضيع مختلفة وأماكن متعددة ومناسبات كثيرة.