بتشجيع وبدعم قوي من الأمريكيين أدخل الأكراد إلى العراق ثقافة «الفدرالية» وأصبح العراق وفق الدستور الذي وضعه المستشارون الأمريكيون «جمهورية فدرالية اتحادية». والآن ومنذ نجاح الأكراد في أن يكونوا الرقم المرجح في النزاعات السياسية والطائفية في العراق، يتبنى الأكراد وبإصرار وبدون لبس ثقافة الانفصال، مرة تحت مصطلح الحكم الذاتي، ومرة أخرى تحت مسمى الفدرالية، والآن وبكل وضوح وفق نهج تقرير المصير؛ فقد طالب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس الأول السبت خلال المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه، بحق تقرير المصير لأكراد العراق مؤكداً أن «المرحلة المقبلة تنسجم» مع ذلك. وقال بارزاني أمام رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيسي مجلس الوزراء والنواب نوري المالكي وأسامة النجيفي: «ظلت المؤتمرات السابقة للحزب تؤكَّد أن الشعب الكردي يملك حق تقرير المصير. اليوم يرى الحزب أن المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح العاصي والسلمي لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحلة المقبلة». وتابع: «بالاتكال على الله سنطرح مسألة تقرير المصير أمام أعضاء المؤتمر باعتبار الحق جوهرياً واستكمالاً لجهود المرحلة السابقة نطرح ذلك أمام النقاش والتحليل والدراسة».
وهكذا وأمام قادة العراق الثلاثة وهم بالمناسبة قادة المكونات العراقية الرئيسة السُّنَّة «أسامة النجيفي»، والشيعة «نوري المالكي»، والأكراد «جلال طالباني»، يكون الأكراد قد أعطوا إشارة بدء التحرك بتجزئة العراق، والانفصال إلى كيانات متعددة تحت غطاء تقرير المصير الذي هو الترجمة الحقيقية للانفصال، ومثلما أصبح النظام الفدرالي العراقي حقيقة بفضل المتغيرات والتدخلات الدولية، فإن الانفصال أصبح قريباً.. وقريباً جداً وعلى رؤوس الأشهاد للقادة الثلاثة العراقيين..!!