حين تُبصر قبساً من نور عن بُعد، لا تتوقع أن غاية الوصول موقعه...
وحيث تجد غرسك قد جف، فلا تيأس من غيمة عابرة بخراجها...
الصحراء القاحلة تتحول بمعاول الأمل لمَواطن حياة...
راقب نبضك في وريدك تعلم أنك جاهل بنفسك... فابدأ رحلة تنويرها...
ضع بينك وبين الآخرين مسافة؛ تقية أن تصطدم فتشج عروق ثقتك...
هذا لكم أما ما هو لي فأقول:
كتبت مواطنة شاءت أن أحتفظ باسمها، تقول: (... أضحت أجهزة التقنية الحديثة تبرمج مصائرنا كما يخزن فيها آلياً كل معاملاتنا التي كانت تُحمل في أيدينا ونقوم بشروحاتها بأنفسنا، نتكبد تعب مراجعة الجهات المختصة، فمنا من يصل ومنا من يتأخر ومنا من ينجح ومنا من يعود أدراجه خائباً، حتى لجأ الناس لقضاء حوائجهم للوساطة؛ حيث اختفى في مدلولها تنفيذياً مبدأ الشفاعة؛ لأنها للمقتدرين حقاً مشاعاً، وللعاجزين تجاوزاً، ثم تدرجنا للحاسب الآلي كلما بحثت عن أمر لك قالوا حسب ما يكشفه الحاسب في (شلشته)، من ضمن ذلك مشكلتي فأنا تقدمت لطلب العمل، وكنت في رعاية أبي، فصدرت لي وظيفة خارج المدينة التي أعيش فيها بُعداً انتقالياً شاسعاً، وأبي شيخ كبير ومريض، ومات، في الوقت الذي كنت فيه مرتبطة بعقد قران، لكنه لم يتم، فلا أنا في رفقة زوج ولا أنا في رعاية أب، وأصابتني الأمراض من كل جانب، ولا أزال في قبضة الحاسب متزوجة ولستُ متزوجة، ولي أب وليس لي أب، يتيمة مطلقة مريضة لا حرم لي، والحاسب لا يجدد معلوماته ويقف بي عند تاريخ قديم يتحكم في مصيري ووقتي وصحتي، والموظفات أمامه مشلولات خاضعات لما يكشفه لهن من معلومات.. تلك مشكلتي)...
كتب عبدالله ف: (زوجتي تصرُّ على السفر ضمن فريق من عملها إلى بلاد خارجية، وهي أمام كامل ظروفنا تقول: هذه فرصتي، نحن الآن في نقلة نوعية وتقدم في مفهوم العلاقة الزوجية، فلك الاحترام لكن لي حقوقي، ومن حقي الاستفادة من فرص عملي لتطوير خبراتي، وليس لك أن تحرمني أو تمنعني عن أمر أتاحه لي عملي ونظامه).. وعندما أسألها عن الأبناء ودراستهم والإشراف عليهم يومياً خلال عشرة أيام ستتغيبها توجهني لأن أتولى الأمر أو أتركهم مع العاملة المنزلية أو الجيران.. فهل جهات العمل لم تفكر في هذا الوضع الذي يصب اسفينه في جذوع البيوت وجذور العلاقات الأسرية..؟)...
كتب صالح ع.ي: (.. سيدتي، قرأت ما كتبت عن دور الآباء المهم في محاضنهم، وجاء في قولك ما يشير إلى أهمية بنائهم الذاتي وتحفيز مهاراتهم، وقد حصلت على منحة للسفر ضمن فريق لجامعة أجنبية، رفضت أسرتي أن أنضم لعائلة أجنبية يخشون تأثيرها على عقيدتي، وعاداتي، وأنا أعتبر هذه فرصة لي لاكتساب اللغة وممارسة حياتي بحرية، أبي يرفض النقاش في هذا الأمر).
ولعلي هنا أتيح لقرائي الأعزاء المشاركة في نقاش محاور الرسائل الثلاث.. وسأعود إليها لاحقاً.
إلى:
الشريف محمد: أشكرك جداً، ويسعدني أن ألتقيك في الشجرة.. ولا أحبذ مناقشة مثل هذا في الزاوية، تحياتي لك.
البتول الشرباصي: في السودان لنا من نقدرهم، وقصيدتك ستأخذ طريقها للقسم الثقافي، وشكراً.
علاء الشربتلي: نعم، هي من الجامعات المتقدمة، غير أنني لم أكن ضمن أعضاء التدريس فيها، ربما تشابه أسماء. وشكراً لكلماتك الطيبة.
تقديري وامتناني وشكري ومودتي لجميع الأسماء التي تشرق بها خانة التعقيبات اليومية، وللكل مني احتواء رضا وسعادة لما تقولون.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص.ب 93855